مزق عدد من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، ما يسمى "قانون القومية"، الذي أقره البرلمان بالقراءة الثالثة، وألقوه في وجه رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، قبيل إلقائه كلمته على المنصة.
وما أن أعلن رئيس الكنيست، يولي إدلشطاين، عن المصادقة على القانون بأغلبية 62 عضوا مقابل معارضة 55 عضوا، قام نواب القائمة المشتركة بتمزيق أوراق القانون وإلقائه صوب رئيس الحكومة.
بعدها طلب رئيس الكنيست من أفراد الأمن، إخراج النواب العرب، الذين يشكلون تحالفا من 4 أحزاب داخل الكنيست، بإخراجهم من القاعة، وشوهد أحد رجال الأمن وهو يسحب النائب جمال زحالقة من مقعده ويدفعه خارج القاعة.
وينص القانون على أن "إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودي فقط"، في إشارة إلى استبعاد أي مكونات اجتماعية أخرى، ويكرس الفصل العنصري.
وينزع القانون عن اللغة العربية صفة اللغة الرسمية ويجعلها لغة "لها مكانة خاصة"، في حين يمنح اللغة العبرية المكانة الأولى في المؤسسات الإسرائيلية.
ويصل عدد الفلسطينيين العرب داخل إسرائيل (فلسطينيو 48) نحو 1.8 مليون شخص، أي حوالي 20 بالمئة من عدد السكان البالغ نحو 9 ملايين نسمة.
ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتبني النص، وقال بعد التصويت انها "لحظة حاسمة في تاريخ دولة اسرائيل تكرّس لغتنا ونشيدنا وعلمنا".
وقال النائب الدكتور يوسف جبارين عضو لجنة الدستور بعد التصويت "الدولة تتصرف كحركة تهويدية وكولونيالية تواصل تهويد الأرض وسلب حقوق اصحابها الاصليين". وشدد على "خطورة هذا القانون"، مؤكدا "التصدي لأيّ ممارسات عنصرية تنتج عنه".
وكانت نسخة سابقة لمشروع القانون تنص على إمكان إقامة مجتمعات لليهود فقط، واستثناء العرب الاسرائيليين منها. وأثارت تلك الصيغة موجة من الاحتجاجات خصوصا من الرئيس رؤوفين ريفلين والمدعي العام افيخاي ماندلبليت ووفد الاتحاد الاوروبي في اسرائيل حول طابعه التمييزي.
ودان أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إقرار الكنيست الإسرائيلية "قانون القومية"، مؤكدا أن إسرائيل نجحت في قوننة "الابارتهايد"، وجعل نفسها نظام فصل عنصري بالقانون.
وهذا القانون هو من القوانين الاساسية التي تستخدم كدستور لعدم وجود دستور حتى الان في دولة اسرائيل.
وفي ما يتعلق باللغة الرسمية، لم يتم تبني أي قانون في هذا الصدد منذ إقامة دولة اسرائيل في العام 1948، وكانت اللغتان العربية والعبرية تعتبران شبه رسميتين وتستخدمان في الوثائق الرسمية.
(أ ف ب-روسيا اليوم)