أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره مساء اليوم الجمعة، أنّ سلاحه الجوي بدأ شنّ غارات جوية مكثفة وواسعة على مواقع لحركة "حماس" في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وأضاف البيان إنّ "الغارات تأتي في أعقاب إطلاق نار خطير ضدّ مواقع عسكرية إسرائيلية وقع بعد ظهر اليوم جنوب القطاع"، مشيراً إلى أنّ "دبابات إسرائيلية أيضاً شاركت في القصف".
وحمل الجيش الإسرائيلي في بيانه حركة "حماس" مسؤولية التصعيد الراهن، وقال: "لقد اختارت حماس التصعيد وستتحمل مسؤولية تداعياته"، مضيفاً إنّه "في حالة جاهزية عالية جدّاً وسيواصل التحرك لتأمين سلامة مواطني دولة إسرائيل"، وفق ما جاء في البيان.
استشهاد 4 فلسطينيين
من جانبها، أكّدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 4 أشخاص جرّاء القصف الإسرائيلي على عدة مواقع على حدود غزة، بعد اندلاع اشتباكات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، قرب الشريط العازل في القطاع. كما أفادت مصادر إعلام فلسطينية بأنّ المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذيفتين صوب نقطة رصد تابعة لـ"كتائب القسام" - الجناح العسكري لحركة "حماس" في خان يونس، ما أسفر عن استشهاد الفلسطينيين.
وأطلقت المدفعية الإسرائيلية كذلك قذائفها على نقاط رصد قرب مخيم العودة شرق جباليا، وأخرى شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة وشرق مدينة، رفح ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين إثنين وإصابة آخرين. وأوضح مدير المستشفى الميداني شرقي خان يونس، أنّ شهيدي خان يونس وصلا إلى المستشفى أشلاء ممزقة.
وتوافد المئات من الفلسطينيين منذ الصباح إلى مخيمات العودة الخمسة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في جمعة: "لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين يا وكالة الغوث". وأشعل المتظاهرون إطارات السيارات للتشويش على القناصة الإسرائيليين المنتشرين على طول الحدود الشرقية للقطاع، فيما أطلق الجنود الإسرائيليون النار على المتظاهرين في مخيم العودة شرق خان يونس، ما أسفر عن إصابات عدة بين الفلسطينيين.
إزاء هذه التطورات الميدانية، حض نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط إسرائيل و"حماس" على "الإبتعاد عن حافة الهاوية". وكتب ملادينوف على "تويتر": "يجب على الجميع في قطاع غزة الإبتعاد عن حافة الهاوية. ليس الأسبوع المقبل وليس غداً، بل فورا". وأضاف: "يجب افشال الذين يريدون اثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ومنذ 30 آذار بدأ الفلسطينيون تنظيم "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجّروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، وكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ اكثر من عقد. وقد استشهد 148 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات.
وبرّرت إسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضدّ المتظاهرين بأنّها تدافع عن حدودها، متهمة حركة "حماس" بمحاولة استخدام الإحتجاجات كغطاء لشن هجمات.
تجدر أفشارة إلى أنّ إسرائيل وحركة "حماس" خاضتا ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014 يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع.
(روسيا اليوم - أ.ف.ب)