نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريراً عن العلاقات الأردنية-السورية وإمكانية عودتها إلى طبيعتها مع توسيع الجيش السوري سيطرته على جنوب غربي البلاد، مسلطاً الضوء على الدور الذي يمكن أن تضطلع به موسكو على هذا المستوى.
ورأى الموقع أنّ التطورات تلمح إلى أنّ البلديْن يدرسان إعادة فتح معبر نصيب الحدودي، الذي استعاد الجيش السوري سيطرته عليه في السادس من الشهر الجاري، مؤكداً أنّ القرار مسألة سياسية وليست اقتصادية.
وعاد الموقع إلى العام 2011 الذي وصلت فيه العلاقات بين الأردن وسوريا إلى أدنى مستوياتها، مذكّراً بأنّ انقسام الشارع الأردني بين مؤيد ومعارض تعمّق مع رد النظام بعنف على المتظاهرين ووصول القوات الإيرانية و"حزب الله" لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
في السياق نفسه، كشف الموقع أنّ الأردن وسوريا حافظا على العلاقات الديبلوماسية والتنسيق العسكري والاستخباراتي خلال الأزمة، لافتاً إلى أنّ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دعم دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا الذي أعلن عنه في أيلول العام 2015، إذ اعتبر أنّه من شأنها المساهمة في تقريب الأزمة من نهايتها والسماح بحصول تسوية سياسية، ولم يدعُ يوماً إلى رحيل الأسد أو تغيير النظام.
وفيما بيّن الموقع أنّ الأردن لعب مؤخراً دوراً أساسياً في الضغط على العناصر التي تقاتل إلى جانب "الجيش السوري الحر" في درعا لخوض مفاوضات مع الروس في أوائل الشهر الجاري، قال إنّ عمان تتطلّع إلى أنّ تلعب موسكو دوراً في إزالة العقبات لعودة العلاقات الأردنية-السورية إلى طبيعتها.
وأوضح الموقع أنّ الأردن يريد أن يسهّل الروس عملية ترحيل عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا إلى المملكة الهاشمية، وأن يحصل على ضمانات روسية بأنّ القوات الإيرانية ومقاتلي "حزب الله" سيبقون على مسافة مقبولة من الحدود الأردنية، لافتاً إلى أنّ عودة المقاتلين الأردنيين وعائلاتهم من سوريا تمثّل أيضاً مسألة معقدة بالنسبة إلى عمان.
في المقابل، شدّد الموقع على أنّ التحدي بالنسبة إلى عمان يكمن في حالة الغضب الشعبي المحتمل أن تخيّم على الأردن إذا ما تم تطبيع العلاقات مع دمشق أو حين يتم ذلك.
ومن جهته، أكّد المحلل السياسي الأردني لبيب قمحاوي أنّ الأردن يبذل جهوداً استثنائية لإعادة بناء الثقة مع النظام السوري، مشدداً على أنّ عمان بحاجة إلى بذل المزيد لتلطيف الأجواء وعلى أنّ دور روسيا سيكون أساسياً لعودة العلاقات إلى طبيعتها.
وعلى رغم انقسام الأردنيين من الأسد، رأى قمحاوي أنّ موقفهم موحد لجهة دعم وحدة سوريا واستقرارها، خالصاً إلى القول: "هناك علاقات دم ومصالح اقتصادية مشتركة، وقد نكتشف حتى أنّ الذين يؤيدون الأسد باتوا يشكلون أغلبية الشعب الأردني".
(ترجمة "لبنان 24" - Al-Monitor)