في وقت تتصاعد فيه التهديدات الاسرائيلية، بالتزامن مع التقدم الميداني في الجنوب السوري، أسقطت اسرائيل مقاتلة سورية فوق أجواء الجولان، في حادثة هي الأولى منذ العام 2014.
فقد أعلنت دمشق، اليوم الثلاثاء، استهداف إسرائيل إحدى طائراتها الحربية في الأجواء السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال مصدر عسكري سوري، إنّ "العدو الإسرائيلي يؤكّد تبنيه للإرهابيين ويستهدف إحدى طائراتنا التي تدك تجمعاتهم في منطقة صيدا جنوب البلاد، على اطراف وادي اليرموك في الاجواء السورية".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أنّه أسقط مقاتلة سورية اليوم الثلاثاء "بإطلاق صاروخين من طراز باتريوت عليها وهي من نوع سوخوي، خرقت المجال الجوي الإسرائيلي".
وأضاف البيان أنّ "الجيش الإسرائيلي راقب عن كثب خرق مقاتلة سورية من نوع سوخوي المجال الجوي الإسرائيلي مسافة كيلومترين.
وتمّ اسقاطها بإطلاق صاروخين من طراز باتريوت". وأكّد أنّ "الجيش في حال تأهب قصوى، وسيواصل التحرك ضدّ أيّ انتهاك لاتفاق فصل القوات عام 1974".
قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة حربية سورية أطلق عليها النار يوم الثلاثاء سقطت وتحطمت على الجانب الواقع تحت السيطرة السورية من هضبة الجولان.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للصحافيين "أسقطناها وتحطمت... ليست لدينا أي معلومات حتى الآن عن الطيارين. ليس لدي علم بأي أنباء عن رصد مظلات ولا نعلم ما إذا كان تم العثور على أي طيارين".
وأكد أن الطائرة سورية وليست روسية. وقال "الشيء الوحيد الذي نعلمه عن الطائرة هو أنها تحطمت وذلك على الأرجح في الجزء الجنوبي من هضبة الجولان تحت السيطرة السورية".
وتعليقاً على الحادث، أكد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن "تل أبيب" حذرت سوريا من انتهاك اتفاق فصل القوات لعام، مشيراً أن الجيش الاسرائيلي حاول الاتصال بالمقاتلة السورية عدة مرات قبل إسقاطها، لكنه لم يتلق أي رد منها فاستخدم صاروخ "باتريوت" ضدها.
وفي هذا السياق، أفادت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن مقتل الضابط الطيار السوري فيما مصير الطيار الآخر لا يزال مجهولاً.
وذكر موقع صحيفة هآريتس أن شهود عيان من سكان شمالي إسرائيل رأوا الصاروخين الاعتراضيين وسمعوا أصوات انفجارات.
وأفيد أن هذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها إسرائيل طائرة سورية يقودها طيار من عام 2014.
وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد من استخدام إسرائيل لنظامها الدفاعي الصاروخي المعروف باسم "مقلاع داود" لأول مرة.
وقد فُعلت المنظومة الصاروخية عندما بدا أن صاروخين سوريين من نوع أرض - أرض يقتربان من قاعدة جوية إسرائيلية.
وتعد هذه المنظومة الصاروخية بمثابة حلقة وصل بين نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى ونظام "آرو" لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
وتم تصميم صواريخ "مقلاع داود" للتصدي لصواريخ يتراوح مداها بين 100 و200 كيلومتر.
(أ ف ب-رويترز-سبوتنيك-BBC)