نشر موقع "شبكة الراديو العام الدولي الأميركي" تقريرا عن حرب الإعلانات والدعاية بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية، مسلطاً الضوء على الحملات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي صاحبت الأزمة الخليجية من أجل التأثير على الرأي العام الأميركي.
وأوضح الموقع أن "السعودية والإمارات أنفقتا منذ فترة طويلة مبالغ ضخمة من المال على جماعات الضغط في واشنطن وشركات العلاقات العامة لكسب تأييد من يتولون السلطة في الولايات المتحدة ومن يؤثرون عليها". وتناول موقع "قطر إنسايدر" الإلكتروني، لافتاً إلى أنّ من بين ادعاءاته هو أن قطر أنفقت 64.2 مليار دولار أميركي على دعم الإرهاب بين عامي 2010 و2015؛ وأن الدوحة تدرب مقاتلي "داعش".
وقال: "لم يكن من إخبار عادي عندما دفعت اللجنة السعودية الأميركية لشؤون العلاقات العامة (سابراك)، وهي مجموعة ضغط مؤيدة للسعودية غير مرتبطة رسميا بالحكومة السعودية، 2.6 مليون دولار العام الماضي لشركة (بوديستا) التي تتخذ من واشنطن مقرا لها الآن، والتي تمارس الضغط للحصول على خدمات الشؤون العامة والتي تشمل إدارة الموقع الشبكي المناهض لقطر وما يرتبط به من خصائص على وسائط التواصل الاجتماعي".
وبيّن الموقع أنّ مجموعة "بوديستا" كتبت في العقد الذي أبرمته مع "سابراك" أن حملتها ستستهدف المستخدمين الذين يسعون بنشاط للحصول على معلومات عن المملكة العربية السعودية وقطر. وكان الهدف هو ضمان "أن يروا المحتوى الذي نريدهم أن يشاهدوه في أعلى نتائج بحثهم".كما شجع "قطر إنسايدر" الولايات المتحدة على إزالة قاعدة العديد الجوية، التي تأوي المقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية، في قطر.
وأضاف تقرير الموقع أن شركة "سي سي إل سوشيال ليمتد"، التي تملكها الشركة الأم نفسها مثل شركة "كامبريدج أناليتيكا"، اتخذت نهجا مماثلا لمجموعة "بوديستا" عندما مُنحت عقدا بقيمة 333000 دولار للتواصل الاجتماعي نيابة عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي أيلول الماضي، أنفقت الشركة أكثر من 60 ألف دولار على الإعلانات على "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر" وغيرها من المنصات على الإنترنت لتعزيز الوسم "#BoycottQatar" والربط بمزيج من المقالات التي تنتقد قطر إلى جانب التضليل الإعلامي.
ولفت الموقع إلى أنه "عندما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة في آذار، ظهرت مجلة تحمل صورته وتحتفل بعهده في 200 ألف منفذ في جميع أنحاء البلاد"، مستدركاً بأنّ السفارة السعودية أنكرت علمها بالمجلة، وأنكرت الشركة تلقي توجيهات من السعوديين.
من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المجلة كانت محاولة من قبل الرئيس التنفيذي للناشر للفوز بأعمال تجارية في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، كانت هناك أدلة على أن السفارة السعودية ومستشاري الأسرة المالكة السعودية قد تلقوا نسخا متقدمة من المنشور وشاركوا في إنشائه وتحديد نبرته.
في ما يتعلّق بقطر، كشف الموقع أنّها زادت من إنفاقها على جماعات الضغط في الوقت الذي تحاول فيه أيضا تخفيف صورتها عن طريق التشويش على الجماعات اليهودية الأميركية، بما في ذلك المنظمة الصهيونية الأميركية، التي دعت في السابق إلى إدراج الدوحة في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ختاماً، رأى الموقع أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفف من حدة لهجته على قطر، فبات يعتبرها حليفاً ضد الإرهاب، بعدما اتهمها بدعمه عند اندلاع الأزمة في حزيرامن العام 2017.
(عربي 21 - PRI)