نشرت قناة "العربية" تقريراً عن "أسوأ قرار اتخذه هتلر في تاريخ ألمانيا"، مشيرة الى حادث هجوم بيرل هاربر الذي أذهل العالم بأسره في يوم السابع من شهر كانون الأول سنة 1941، حين لم تتردد اليابان في مهاجمة قاعدة بيرل هاربر التابعة لأرخبيل جزر هاواي الأميركية، متسببة في مقتل أكثر من 2300 جندي أميركي، وتدمير عدة سفن حربية، وتخريب عدد كبير من المنشآت العسكرية بالقاعدة.
ومثّل القرار الياباني بمهاجمة بيرل هاربر وإيذاء العملاق الصناعي الأميركي واحدا من أسوأ القرارات العسكرية التي سجّلها التاريخ، لكن المفاجأة، بحسب التقرير، كانت عندما اتجهت ألمانيا حينها إلى ارتكاب خطأ مشابه ألقى بظلاله على مجريات الحرب العالمية الثانية.
فبعد أيام قليلة من هجوم بيرل هاربر، أعلن القائد النازي أدولف هتلر بشكل مفاجئ الحرب على الولايات المتحدة، فاتحا بذلك جبهة ثالثة على قواته بالتزامن مع الجبهة السوفيتية والجبهة البريطانية.
وفي يوم الثامن من شهر كانون الأول سنة 1941، وبعد مضي يوم واحد على هجوم بيرل هاربر، اتصل السفير الياباني ببرلين هيروشي أوشيما (Hiroshi Ōshima) بوزير الخارجية الألماني يواخيم فون ريبنتروب (Joachim von Ribbentrop) من أجل مطالبته بضرورة وقوف ألمانيا إلى جانب اليابان بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية.
واستاء حينها وزير الخارجية الألماني كثيرا من الطلب الياباني، حيث كان الأخير على دراية تامة بعدم وجود بند في اتفاقية التحالف تتدخل على إثره بلاده لصالح اليابان. وتخوف فون ريبنتروب من ردة فعل متهورة قد يتخذها أدولف هتلر.
وبناء على اتفاقية الحلف المضاد للشيوعية، والموقعة بين ألمانيا وإيطاليا خلال فترة الثلاثينيات، والتي تشكل إثرها حلف روما- برلين قبل أن تنضم إليه اليابان لاحقا، ليتشكل تحالف دول المركز روما- برلين- طوكيو، تعهدت الدول الموقعة بالتدخل عسكريا لمساندة بعضها بعضا في حال تعرض إحداها لعدوان.
وفي تلك الأثناء، لم تتضمن هذه الاتفاقية بندا يؤكد على ضرورة التدخل وتقديم الدعم العسكري في حال بادرت إحدى الدول الموقعة بمهاجمة دولة أخرى.
ولم تكن ألمانيا من خلال ما ورد في بنود اتفاقية التحالف مجبرة على التدخل ضد الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن اليابان قد بادرت إثر واقعة بيرل هاربر بالهجوم عليها، وحلت عقب ذلك في محل الطرف المعتدي.
في المقابل، كان للقائد النازي أدولف هتلر رأي آخر، وبحسب نظريته، آمن هتلر بقدرة اليابان على هزيمة الولايات المتحدة خلال بضعة أشهر. ومن خلال تدخله ضد الأميركيين لمساندة حلفائه اليابانيين، انتظر أدولف هتلر خطوة مشابهة تقدم من خلالها اليابان على فتح جبهة ثانية ضد الاتحاد السوفيتي انطلاقا من الشرق، وهو ما لم يحصل، فعلى عكس الألمان فضّل اليابانيون احترام بنود اتفاقية التحالف.
وعقب قيام السفير الألماني بواشنطن بتسليم الجانب الأميركي وثيقة إعلان الحرب، ألقى أدولف هتلر يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول سنة 1941 خطابا أمام البرلمان الألماني الرايخستاغ (reichstag) أعلن من خلاله الحرب على الولايات المتحدة بعد أن اتهمها بتقديم الدعم، وإرسال الإمدادات للبريطانيين طيلة شهور مضت.
وأكد القائد النازي على وقوف الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت إلى جانب الرأسماليين اليهود، معلنا خوض بلاده حربا شرسة ضد منظمات يهودية عالمية.
فيما أثار قرار إعلان الحرب غضب أغلب المسؤولين العسكريين والسياسيين الألمان الذين عارضوا بشدة فكرة فتح جبهة ثالثة، حيث لم تتمكن ألمانيا بعد من حسم حربها ضد بريطانيا التي صمدت فترة طويلة أمام القصف الجوي الألماني المدمر.
وتزامن إعلان هتلر الحرب على الأميركيين مع مشاكل جمة واجهتها القوات الألمانية المتوغلة داخل الأراضي السوفيتية، حيث تسبب قدوم الشتاء الروسي البارد في تعطيل التقدم.
وكانت القوات السوفيتية قد شنت قبل بضعة أيام فقط هجوما مضادا أجبر الألمان على التراجع عند محور موسكو.
وبفتح هتلر هذه الجبهة الثالثة، منح أدولف هتلر الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت فرصة لإرسال قواته نحو الساحة الأوروبية من أجل قلب موازين القوى فيها، وفي مقابل ذلك كانت الولايات الأميركية في مأمن من الهجمات الألمانية على الجانب الآخر من الخارطة.
وعن طريق إعلانها الحرب على الجانب الأميركي، أضافت ألمانيا أكبر قوة صناعية في العالم على قائمة أعدائها، ففي حدود سنة 1941 كانت قيمة إجمالي الناتج المحلي الأميركي أكبر من قيمة إجمالي الناتج المحلي لدول المحور مشتركة "ألمانيا، وإيطاليا، واليابان".
(العربية)