وجه الكاتب الإسرائيلي، رونين بيرغمان، في كتابه الأخير الصادر في لندن أواخر الشهر الماضي بعنوان "أسرع واقتله"، أصابع الاتهام من جديد باتجاه "إسرائيل"، باغتيال ضابط إيراني يدعى حسن طهراني مقدم، كان عراباً للبرنامج الصاروخي الإيراني.
طهراني مقدم قُتل ومعه 16 من عناصر وضباط الحرس الثوري الإيراني، في تشرين الثاني 2011، بعد سماع سكان العاصمة طهران دوي انفجار كبير، وكان مصدر الصوت قاعدة للحرس الثوري في بلدة بيدغنه البعيدة نحو 50 كيلومتراً عن العاصمة الإيرانية.
وظلت التكهنات تشير إلى إمكانية تورط جهة خارجية في التفجير، لكن هذا لم يتأكد سواء بتصريح أو بإعلان أي جهة مسؤوليتها، لكن أصابع الاتهام اتجهت نحو "إسرائيل"، ولا سيما مع تصريح مصدر استخباراتي غربي لمجلة "تايم" الأميركية"، بأن التقديرات تشير إلى تورط الموساد الإسرائيلي في "عملية الاغتيال".
وفي كتابه، يضع بيرغمان اغتيال طهراني مقدم في سياق العمليات التي نفذها الموساد ضد شخصيات إيرانية بنهاية العقد الماضي وبدايات العقد الحالي، وفق ما نشر موقع "بي بي سي"، اليوم الأربعاء.
وبحسب بيرغمان فإن طهراني مقدم قائد وحدة التطوير الصاروخي في الحرس الثوري، قُتل وعدد من معاونيه خلال انفجار ارتفعت سحب دخانه عالياً وكان يمكن مشاهدتها عن بعد.
وبين أن العملية جرت بعد تولي تامير باردو رئاسة الموساد خلفاً لمائير داغان، الذي كان بدوره قد تبنى نهج عمليات الاستهداف المباشر للشخصيات التي "تشكل خطراً على إسرائيل".
ويذكر الكاتب تفاصيل قتل علماء نوويين إيرانيين مثل: داريوش نجاد، ومسعود محمدي، ومجيد شهرياري، ومحاولة الاغتيال الفاشلة للعالم النووي فريدون عباسي، الذي قفز وزوجته من السيارة قبل انفجارها.
ويضيف الكاتب أن الموساد كان يعمل على بث حالة من الرعب وسط العلماء الإيرانيين، من خلال اختيار أهداف لم تكن بالضرورة تشكل خطراً على "إسرائيل"، لكن تصفيتها كانت ستؤدي بعدد كبير من زملائهم إلى الخوف.
وهكذا كان اختيار المهندس الكيميائي في منشأة "نطنز" النووية، مصطفى روشان، الذي ظهر للمرة الأولى قبل أشهر من اغتياله إلى جانب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، خلال جولة بأحد المفاعلات النووية.
ويشرح بيرغمان عملية اغتيال العلماء بالاستعانة بحديث حول الأمر بين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايكل هايدن، الذي رد على سؤال للرئيس حول ما لدى إيران من مواد في المفاعل النووي.
ويوضح الكاتب الخلاف الكبير الذي وقع بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد داغان، حول توجيه ضربة لإيران وكيف سرب داغان الخطة إلى إدارة أوباما لعرقلة الهجوم.
ويقول إن الخلاف وصل إلى أشده في ايلول 2010، حين أبلغ نتنياهو داغان بأنه قرر وضع الجيش والموساد تحت التدبير "صفر + 30"، الذي يستخدم للدلالة على الاستنفار قبل الدخول في حرب خلال أقل من ثلاثين يوماً من تفعيله.
وبحسب الكاتب الذي أجرى مقابلات مع عدد من القادة السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، فإن وجهة نظر مائير داغان الرافضة للحرب كانت بسبب اعتقاده أن استخدام القوة المسلحة ضد إيران ستكون له انعكاسات لا يمكن تحملها.
ويضيف داغان في لقائه مع بيرغمان: "الافتراض العملي بأنه بالإمكان تعطيل المشروع النووي الإيراني، من خلال عملية عسكرية، خاطئ؛ إذا هاجمت "إسرائيل" فإن المرشد الإيراني خامنئي سيشكر الله؛ لأن الهجوم سيوحد الإيرانيين خلف المشروع، ويسمح لخامنئي بالقول إنه يحتاج لصناعة قنبلة نووية للدفاع عن إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي".
(الخليج أونلاين)