نشرت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية تقريراً للمحلل توم روغان تناول فيه معركة إدلب الوشيكة، محذراً من أنّها ستكون "دموية".
وفي تحليله، سلّط روغان الضوء على دور المحور السوري-الروسي-الإيراني، كاشفاً أنّ قواته البرية والجوية انتقلت إلى مواقعها الميدانية استعداداً لاقتحام إدلب.
واعتبر روغان أنّ المعركة هذه ستكون بمثابة "تمرين" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "المتلاعب الماهر"، شارحاً بأنّ روسيا تعهدت لحليفها السابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّها لن تدعم وستمنع أي هجوم سوري جماعي على إدلب.
وأوضح روغان أنّ أردوغان يرغب في أن تفي روسيا بالتزامها هذا، لأنّه سيحفظ ماء وجهه، وذلك بعدما تراجع عن الساحة السورية لصالح بوتين.
وتابع روغان بأنّ أردوغان يعتبر نفسه الزعيم السني المطلق ويتخوّف من مشاركة روسيا في معركة إدلب، نظراً إلى أنّها ستلحق ضرراً بسمعته، مشيراً إلى أنّ تركيا تقيم عدداً من مواقع المراقبة العسكرية في إدلب من أجل ردع أي هجمات ينفذها الجيش السوري.
وفي ما يتعلّق بروسيا، بيّن روغان أنّها تشارك الأسد مصلحته في القضاء على إدلب، آخر معاقل المعارضة الكبرى في سوريا، معتبراً أنّ بوتين يقوم بذلك، لأنّه سينتقل بموجبه إلى هدفه الأساسي المتمثّل بالحلول مكان الولايات المتحدة، أي التحوّل إلى اللاعب العالمي الأوسع نفوذاً في الشرق الأوسط.
ورأى روغان أنّ بوتين يريد أن يراه زعماء الشرق الأوسط مثل السعوديين والمصريين الزعيم الدولي الذي يتمتع بالاندفاع الاستراتيجي والشجاعة والسبل لتحقيق مصالحه من جهة، وأن يشتروا التجهيزات العسكرية الروسية، وبالتالي دعم اقتصاده المتدهور، من جهة ثانية.
وفيما نبّه روغان من أنّ روسيا تعتقد أنّها قادرة، على المدى القريب بطريقة أو بأخرى، على وضع حد لوجود القوة الأميركية في شرق سوريا التي تهدّد قدرة بوتين على الضغط في ملف مستقبل سوريا السياسي، شدّد على أنّ بوتين لا يريد خسارة أردوغان إذا استطاع تفادي ذلك، وذلك نظراً إلى أنّ الزعيم التركي بات حليفاً استراتيجياً قيماً في الشرق الأوسط وفي حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وعليه، توقع روغان أن يدعم بوتين الهجوم السوري-الإيراني على إدلب وأن ينكر في الوقت نفسه مشاركته فيه، مرجحاً اتجاه روسيا إلى تأمين الغطاء الجوي وتوفير المعلومات الاستخباراتية ونشر عدد محدود من المرتزقة في المعركة.
(ترجمة "لبنان 24" - The Washington Examiner)