Advertisement

عربي-دولي

فيسك يفنّد نظرية كوشنر حول "صفقة القرن".. "الأرض مقابل المال"؟!

Lebanon 24
04-08-2018 | 02:35
A-
A+
Doc-P-499607-6367056751554717015b6548b0bf4c3.jpeg
Doc-P-499607-6367056751554717015b6548b0bf4c3.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

رأى الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في ماقلٍ نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية فيه أن "معايرة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفلسطينيين، بأنّهم أخذوا من أميركا ملايين الدولارات من دون أن يقدّموا الاحترام لأميركا لها ما لها من دلالات. 

وأشار فيسك إلى أنّه "في البدء أعلنها ترامب عاصمة لإسرائيل ليحرم الفلسطينيين من القدس عاصمة لهم، فردّ عباس مهدداً بعدم الاستمرار في الحديث مع واشنطن، وردّ ترامب بتغريدته التي قال فيها إنّ الفلسطينيين حصلوا على الدعم الأميركي من واشنطن، التي لم تحظ بالتقدير أو الاحترام". 

ويلفت الكاتب البريطاني إلى أنّ ترامب اتّخذ الإجراءات لمعاقبة الفلسطينيين، وقام باقتطاع 300 مليون دولار من المساعدات الأميركية التي تقدمها بلاده لوكالة غوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مكتفياً بـ60 مليون دولار فقط.

ويبيّن أنّ هذا ما اضطر الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي تمنح مساعدات دولية منذ عام 1949 لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني، للتخلّص من العشرات من موظفيها، ولا سيما في قطاع غزة، هذا إضافة إلى معاناتها من عجز مالي بلغ 49 مليون دولار، ليهدّد الجوع مزيداً من سكان قطاع غزة المتعبين أصلا من الحصار، حيث يواجه 130 ألفا من موظفيها وأطبائها وممرضيها البطالة، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ أب لستة أولاد، عمره 53 عاما، ويعمل مع الوكالة منذ 32 عاماً، أن لا عمل له معها بعد الآن.

ويقول فيسك: "مهلاً، المساعدة قادمة، ألم يقل صهر ومستشار ترامب، جارد كوشنر، الذي يشرف على صفقة القرن، إن المساعدة قادمة، ووعد بحياة أفضل للطرف الخاسر؟".

ويتساءل الكاتب عن السبب، ويجيب قائلاً إنّ "كوشنر قال قبل شهر تقريباً: (أعتقد أنّ الشعب الفلسطيني أقل استثماراً في كلام السياسيين المكرّر، مما ينظر إلى الكيفية التي ستتيح فيها صفقة السلام له ولجيل المستقبل فرصاً جديدة، ووظائف برواتب أفضل، وإمكانيات لحياة جديدة)".

ويعلق قائلاً: "لقد أشرت سابقاً إلى أنّ هذا هو المال مقابل السلام، بدلاً من الأرض مقابل السلام، فالدولارات باعتقاده قد تعوض عن القدس عاصمة فلسطينية، وإنهاء الاستعمار اليهودي وحق العودة وما إلى ذلك، وهذا هو الحلّ الـ(ترامبي) بامتياز".

ويستدرك فيسك قائلاً: "إلا أنّ نظرة للوراء، وقراءة للأحداث التاريخية السابقة، تجعلان من الحل يبدو مثيرا للسخرية، فقد أعطى ترامب القدس أولا للإسرائيليين، وبعدها وعندما تجرأ الفلسطينيون على الشكوى قام بقطع المساعدات الإنسانية عنهم، ودفعهم لحالة اليأس، وبعدها قام من خلال الشاب كوشنر بعرض الدولارات عليهم؛ من أجل الصفقة الكبرى في حال توقفوا عن المطالب اللاعقلانية المعادية للسامية والعنصرية والنازية بالدولة والكرامة ونهاية الاستعمار".

ويقول: "ربما كانت قلوبهم فارغة، لكن أمعاءهم ستمتلئ، وربما كانت آمالهم ميتة لكن حساباتهم البنكية ستمتلئ بالأموال، وبدلا من الكآبة والعنف"، ساخراً من الفرص التي يتحدث عنها كوشنر، ومشككا في حدوثها.

ويجد الكاتب أنه "مع الحديث عن الفرص وغمر الفلسطينيين بالحلوى، فلا معنى لبقاء الأونروا؛ لأنه لن يكون هناك لاجئون يعانون من الفقر، لأنهم سيكونون في وضع أفضل إن لم يصبحوا أغنياء، وداعا للقمامة في غزة، وداعا لتهديدات إسرائيل، ولأن المساعدة ذاتها ستتوفر لسكان الضفة الغربية، فلماذا يهتم الفلسطينيون بسرقة الأراضي التي تحيط بهم؟".

ويرى أنّه "يصعب إخفاء المعادلة، فعندما يحتج الفلسطينيون على تدمير طموحاتهم السياسية ويرفضون (حديث السلام) بالطريقة الوقحة التي يتحدث بها الأميركيون والإسرائيليون عنه، فإنّه يتم تجويعهم عن قصد وسبق إصرار، فيقول ترامب: (عندما يرفض الفلسطينيون السلام، فلماذا نقدم لهم هذا الدعم المالي الضخم في المستقبل؟)".

ويلفت إلى أنّ "نصف أهل غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، يعتمدون على مساعدات الأونروا، حيث تبلغ نسبة البطالة 40%، فالقضية الفلسطينية سيتم استبدالها، بحسب أحد موظفي الأونروا، بالقضية الإنسانية، وسيكون السلام في هذه الحالة اقتصاديا لا سياسياً".

ويفيد فيسك بأنّه "تم دفع السعوديين والإماراتيين والمصريين للمشاركة في هذا الكنز المشرقي، محطة توليد كهرباء تمولها أبو ظبي، وسوق مصرية حرة في رفح، وأسهم سعودية في شركات فلسطينية، هي أحلام لكنها مناسبة للجماهير".

ويعلق قائلاً: "بطريقة ما، هي عودة للفنتازيا القديمة عن دبي في الشرق الأوسط، وسنغافورة في غزة، التي كان يدعو إليها شمعون بيريز، التي اقترحها المثير للشفقة جون كيري (وزيرالخارجية الأميركي السابق)، وتذكر خطة وزير الخارجية السابق لضخ 4 مليارات دولار لدعم خطة اقتصادية في فلسطين، التي اقترحها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قبل خمسة أعوام، وأخبر محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية) بأن عليه استئناف المفاوضات مع إسرائيل، في الوقت الذي بشر فيه كيري بخطة لتطوير قطاع خاص صحي مستدام في فلسطين، وكان كيري في حينه يعرض دولة فلسطينية مقابل استجابة عباس لمطالبه".

ويختم فيسك مقاله بالقول إنّه "بالمقارنة، فإنّ (صفقة القرن) التي يعرضها ترامب لا تحمل أياً من ملامح خطّة كيري، باستثناء استمرار المستوطنات التي تقام على تلال الضفة الغربية".

(عربي 21)

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك