سُجل يوم دامٍ جديد في العراق أمس السبت، فتجددت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في العاصمة ما أسفر عن مقتل 11 شخصا في تصاعد للاضطرابات المناهضة للحكومة، بينما انتشرت قوات الأمن بالمئات لإبقاء المظاهرات بعيدا عن ساحات بغداد الرئيسية.
وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي قد كشف أنه سيتم منح قروض ميسرة لأصحاب المعامل بهدف إعادة تشغيلها وإيجاد فرص عمل جديدة. وقال إنه سيتم العمل على بناء مئة ألف وحدة سكنية في كل المحافظات العراقية.
كما وعد رئيس البرلمان العراقي بمنح قروض معفاة من الضرائب لمن لا يملك سكنا، إضافة إلى إعفاء جميع المزارعين من بدلات الإيجار خلال السنوات السابقة، وحتى عام 2020. كما قال الحلبوسي "أوصينا بتسهيل الاستثمار بهدف توفير مليون فرصة عمل".
وفي السياق نفسه، قال التلفزيون الرسمي إن عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح قالا إنهما سيسعيان إلى تلبية المطالب لكنه لم يوضح ما سيقوم به الاثنان على وجه التحديد.
من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية واسعة ويسيطر على كتلة كبيرة في البرلمان، إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. وأعلنت كتلة برلمانية كبيرة واحدة أخرى على الأقل تحالفها مع الصدر ضد الحكومة. وأعلنت الكتلة التابعة للصدر أنها ستقاطع الجلسة وتدعم استمرار الاحتجاجات.وقال جاسم الحلفي وهو نائب من كتلة (سائرون) التي يقودها الصدر إن الاحتجاجات ستستمر وستتصاعد لحين تراجع الحكومة عن مواقفها.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، إن "الحكومة فقدت الأهلية بإدارة الحكم".
وطالب العبادي، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، قيادات البلاد بتحديد تاريخ أولي لانتخابات مبكرة.
وشدّد على أن "ضمان انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جماهيرية واسعة هو مصداق لجدية القوى السياسية للاستجابة لدعوات الإصلاح التي يطالب بها الشعب".
من جانبه طالب النائب عن محافظة نينوى،أحمد الجبوري دعا إلى حل البرلمان وتشكيل حكومة تصريف أعمال.
ويشهد العراق احتجاجات عنيفة منذ الثلاثاء، بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم، وباتوا يدعون إلى استقالة عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن إلى العنف لاحتواء الاحتجاجات.
ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك، وتقول إن "قناصة مجهولين" يطلقون الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء، لإحداث فتنة.