Advertisement

عربي-دولي

ما حصل ليس عادياً.. دوي صافرات الإنذار في طهران يكشف عن فرضيات "هجومية"

Lebanon 24
30-01-2021 | 15:00
A-
A+
Doc-P-789338-637476222138351621.jpg
Doc-P-789338-637476222138351621.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
من البديهي جداً عدم إغفال ما حصل في غرب طهران، ليل الجمعة السبت، إذ انطلقت صفارات الإنذار في بعض المناطق هناك بشكل مفاجئ، وهو الأمر الذي أثار الرعب في نفوس السكّان.

وبحسب التقارير، سُمع صوت صفارات الإنذار لبضع دقائق في مناطق شهر آر، وستار خان ومرزداران غرب طهران، ونشر بعض سكان هذه المناطق مقاطع فيديو لدوي الإنذار.

Advertisement

وبعد ساعة من الحادث، قدّم مسؤولون في طهران عبر تصريحات متناقضة، أسباباً مختلفة لصدور دويّ صفارات الإنذار. وقال حميد رضا غودرزي، المساعد الأمني لمحافظ طهران إن "نظام الصوت في أحد المجمعات في حي آزمايش تعطل، مما أدى إلى سماع صفارات الإنذار في غرب طهران". وأضاف: "لا توجد مشكلة أمنية في طهران حالياً، ولا داعي للقلق".

من جهته، قال المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة طهران إنه "بسبب تسرب المياه بعد هطول أمطار غزيرة إلى مجمعٍ، نشطت صفارات الإنذار هناك. لا يوجد شيء خاص".

ولم يذكر أي من المسؤولين في طهران اسم المركز الذي انطلقت منه صفارات الإنذار، علماً أنّ منطقة غرب طهران تضمّ عدداً من القواعد الجوية والثكنات العسكرية، بالإضافة إلى أحد مجمعات صنع صواريخ الحرس الثوري الإيراني.

إلى ذلك، أشارت بعض التقارير إلى حدوث تعطل في رحلة الخطوط الجوية التركية من إسطنبول إلى طهران، مما أدى إلى تغيير اتجاهها إلى باكو. وعلى الأثر، أكدّ جهاز العلاقات العامة بمطار الخميني الخبر، وقال إن "الطائرة التركية غيرت مسارها إلى العاصمة الأذربيجانية باكو بسبب الظروف الجوية وستعود إلى طهران مع استقرار الأحوال الجوية". وعلاة على ذلك، نفى المطار تعرض الطائرة التركية لخطر السقوط في طهران، وهو الأمر الذي ربطه البعض بإنطلاق صافرات الإنذار.

ومع هذا، تحدث العديد من الناشطين عن أمورٍ عديدة أخرى بشأن ما حصل. وقال حساب "Aurora Intel" عبر "تويتر"، الذي ينشر بشكل خاص الأخبار الأمنية والعسكرية في العالم، أن صوت صفارات الإنذار غربي طهران انطلق لأنه يبدو أن طائرة كانت تتحرك حول نظام الدفاع الجوي المتعلق بإنتاج الصواريخ الباليستية.

في السياق، ذكر موقع "CNN" الفارسي، إن الطائرة التركية خرجت عن مسارها، وحلقت فوق مناطق محظورة في سماء طهران، ما أدى لإطلاق صفارات الإنذار التي دوت في العاصمة الإيرانية قرابة نصف ساعة.

ووسط ذلك، رجح الكثير من الناشطين دخول طائرات إسرائيلية سماء إيران، وهو الأمر الذي نفاه مسؤول عسكري إيراني قائلاً أن "طائرات إف -35 الإسرائيلية لم تدخل سماء إيران في ساعة متأخرة من مساء الجمعة مع إطلاق صفارات الإنذار في العاصمة طهران".

كذلك، أبلغ مستخدمون من مختلف أنحاء إيران أنّ المواقع الإلكترونية لبعض المطارات الإيرانية خرجت عن الخدمة لعدة ساعات فجر الجمعة بعد دوي صفارات الإنذار في غرب طهران.
 

وفي عمليّة استطلاع للمشهد، وبناء لمقاربة ما قاله الناشطون، فإن بعض الفرضيات التي أثيرت هي أنّ الدفاعات الجوية الإيرانية تعرّضت لخرق، الأمر الذي استوجب قطعاً تاماً للكهرباء وتشغيل صافرات الإنذار، لكن السلطات الإيرانية تريدُ إخفاء ذلك، ونسبت إنطلاق صوت هذه الأجهزة إلى عطل بسبب مياه الأمطار، وهو أمرٌ لا يمكن أن يدخل الأذهان بسهولة، خصوصاً أن هذا النظام يجب أن يكون محصناً ضد الصواعق كما أنه يجب أن يكون محمياً ضد الأمطار، لا سيما في لوحة التحكم الخاص به. فكيف يمكن للأمطار أن تؤدي إلى تعطله؟ هل هو مكشوف في العراء ولا سقف يغطيه؟

وفي حال تأكدت روايتي "CNN" و "Aurora Intel"، فإنّ ما يتبين هو أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تتعرض لأي عملية اختراق بسهولة، كما أنه يمكن تدميرها بشكل تام.

في مقاربة لما أثاره الناشطون عن خروج المواقع الإلكترونية لبعض المطارات في إيران، فإن هذا الأمر يطرح فرضية تعرّض أنظمة المعلوماتية الخاصة بهذه المطارات لهجوم سيبراني، علماً أن تقارير أخرى تحدث عن تعطل رحلات الركاب في مطار الخميني لبعض الوقت.

في المحصلة، فإنّ ما حصل في إيران يكشف من جديدٍ عن خشية السلطات الاعتراف بالحقائق، ومن الممكن أن تحصل الكثير من الهجمات من دون أن يعترف النظام بذلك، كي لا يكشف عن ضعفه وهوانه.

انقطاع الكهرباء في إيران يكشف عن اهتراء كبير

أما في ما خصّ انقطاع التيار الكهربائي، والذي تزامن مع انطلاق صافرات الإنذار، فإنه يسلط الضوء من جديد على عمليات تعدين عملة البيتكوين الرقمية في إيران، والتي تم تسخير الكثير من الطاقة لها، الأمر الذي أدى في وقت سابق من هذا الشهر (كانون الثاني 2021)، إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق عدّة في إيران.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت شركة الكهرباء الإيرانية المملوكة للدولة، إغلاق مركز كبير للعملات الإلكترونية تديره الصين وإيران في منطقة رفسنجان الاقتصادية الخاصة بمحافظة كرمان، بسبب استهلاكه الكبير للطاقة.

وقال مسؤولون إيرانيون أنّ عمليات التعدين غير القانونية تسببت في حصول ضغط على منظومة الطاقة وأدى لانقطاع التيار الكهربائي في كثير من أنحاء البلاد. وفي تصريح له، أوضح مصطفى رجبى مشهدي، المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية، إن "التجارة في العملات الافتراضية من بين العوامل التي تزيد من استهلاك الكهرباء في إيران".

وتعتبر عمليات تعدين العملات الرقمية من الأعمال المربحة التي شهدت ازدهاراً في إيران خلال السنوات الأخيرة، إذ دخلت شركات من دول مثل الصين وروسيا في شراكة مع رجال أعمال إيرانيين لإنشاء ما يسمى بـ"مزارع البيتكوين".

في المقابل، قال العديد من الإيرانيين العاملين في مجال تعدين "البيتكوين" إنّ السلطات الإيرانية تحاول التعتيم على المشكلة الحقيقية المتمثلة بتهالك محطات التوليد، رافضين كل الاتهامات التي روّج لها المسؤولون الإيرانيون.

وقال الباحث في مجال العملات الرقمية ضياء صدر لصحيفة "واشنطن بوست" إنّ  "التعدين يستهلك نسبة ضئيلة للغاية من إجمالي قدرة الكهرباء في إيران"، وأضاف: "الجميع يعرف أن الخلل يكمن في سوء الإدارة والوضع المزري للغاية لشبكة الكهرباء في إيران، بالإضافة لقدم محطات التوليد".

ومع هذا، فإنّ السلطات الإيرانية تستخدم وقوداً سيئا النوعية لتوليد الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة التلوث بشكل كبير وخطير.

وقال خبير العملات الرقمية الإيراني علي بيكفيردي، المقيم في كوريا الجنوبية، إن "كلفة الكهرباء الرخيصة وارتفاع مستوى التضخم جعل من إيران وجهة مثالية لعمليات تعدين البيتكوين"، وأردف: "أي بلد لديه كهرباء رخيصة ومساحة شاسعة سيكون مكاناً مثالياً لتعدين البيتكوين".

وأضاف: "في كوريا مثلاً، لن يكون الأمر مربحاً لأنني سأضطر إلى إنفاق الكثير من المال على استخدام الكهرباء".

  
المصدر: أخبار الآن
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك