Advertisement

خاص

هل بات العالم أمام "محور شر" جديد؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
22-07-2022 | 05:30
A-
A+
Doc-P-973619-637940792941659863.jpg
Doc-P-973619-637940792941659863.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ها قد مر عقدان منذ أن صاغ الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش عبارة "محور الشر" لوصف "الدول الفاسدة" التي هددت مصالح الغرب. وبعد القمة الروسية الإيرانية هذا الأسبوع، ها قد تم تشكيل تحالف مميت بالقدر عينه بين دولتين مصممتين على تقويض القيم الغربية، بحسب صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، التي كتبت : "يزعم البيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أُجبر على التعاون مع آيات الله عن طيب خاطر لأنه وجد نفسه معزولًا تمامًا على المسرح العالمي بعد غزو أوكرانيا. يصعب القول إن الدول التي ظلت حتى الآن موالية لموسكو - كوريا الشمالية وإريتريا وبيلاروسيا وسوريا - تتمسك بمبادئ الحكم الديمقراطي. لكن في حين أن مغازلة بوتين لإيران هي بلا شك نتيجة لعزلة موسكو الدبلوماسية، فإن القمة هذا الأسبوع لها أهمية أكبر بكثير من ذلك. يجب أن يُنظر إلى العلاقات الأوثق بين روسيا وإيران في سياق إعادة الاصطفاف الجيوسياسي الأوسع الذي يحدث في الشؤون العالمية - وهو سياق يوجه مباشرةً القيم الليبرالية للديمقراطية الغربية ضد الغرائز الاستبدادية للحكام المستبدين. وفيما يرقى إلى تشكيل "تحالف غير مقدس" جديد، فإن تعميق الروابط بين روسيا وإيران يمنح بوتين الثقة للاعتقاد بأنه يستطيع تجنب أسوأ آثار العقوبات الغربية والاستمرار في سياسته العدوانية لإعادة الإمبراطورية الروسية إلى مجدها السابق".
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "إن روح التعاون الجديدة بين موسكو وطهران، والتي انعكست في الترحيب الحار الذي لقيه بوتين من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يشكل بالتأكيد تغييرا عن نهج عداء النظام الإيراني الطويل الأمد تجاه روسيا. ولا يزال كاتب المقال يذكر بوضوح زيارته لطهران في ثمانينيات القرن الماضي أثناء الحرب العراقية الإيرانية، حيث أمام مدخل الفندق ثلاث مماسح للأرجل، واحدة طُبع عليها العلم الأميركي، والثانية العلم البريطاني والثالثة علم الاتحاد السوفييتي. وحينها، كان نزلاء الفندق مدعوين لمسح أقدامهم بهم كلفتة لإظهار ازدرائهم. واليوم، تعتبر إيران نفسها عالقة في نفس الصراع الوجودي من أجل البقاء ضد الغرب مثل الروس، لدرجة أن القيادة الإيرانية مستعدة لتنحية ازدراءها المعتاد للأنظمة غير الإسلامية جانباً في تسرعها للترحيب باحتضان موسكو. كان استعداد إيران للتعامل مع الكافر الروسي واضحًا في تعليقات خامنئي بعد لقائه مع بوتين. وتوجه إلى بوتين قائلاً: "لو لم تأخذ زمام المبادرة، لكان الطرف الآخر قد بدأ بالحرب. إذا كان الطريق مفتوحًا أمام الناتو، فهو لا يعرف حدودًا، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فستبدأ نفس الحرب لاحقًا بحجة استرجاع شبه جزيرة القرم"."
وأضافت الصحيفة، "إن سلوك إيران المضطرب هو عينه سلوك بوتين، وهذا هو السبب في أن الاتفاقية الناشئة بين روسيا وإيران يمكن أن تشكل تهديدًا قويًا للتحالف الغربي. كان هذا هو الأسبوع الذي تفاخر فيه أحد كبار مساعدي خامنئي بأن إيران لديها بالفعل القدرة على صنع قنبلة ذرية. وهو ادعاء يقوض تماما انشغال إدارة بايدن بالموافقة على اتفاق نووي جديد مع طهران، وهو ما يحد من جهود إيران لامتلاك أسلحة نووية.
قال كمال خرازي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، إن إيران قادرة من الناحية الفنية على صنع قنبلة نووية، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستصنع واحدة. بصفتها الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم، فإن احتمال أن تساعد موسكو طهران على تحقيق طموحاتها النووية القائمة منذ فترة طويلة هو احتمال مثير للقلق حقًا. لعبت روسيا بالفعل دورًا رئيسيًا في إحباط محاولات إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران من خلال رسم العملية، لدرجة أن معظم الدبلوماسيين المشاركين في المحادثات في فيينا يعتقدون الآن أن هناك فرصة ضئيلة للتوصل إلى اتفاق جديد. تمثل رد إيران بمساعدة روسيا على التهرب من العقوبات، وذلك باستخدام الهياكل المالية المعقدة التي وضعتها لتحدي الغرب لتمكين روسيا من تصدير نفطها في الأسواق الدولية عبر "الأسطول الشبح" لناقلات النفط، والتي تقوم بإيقاف تشغيل أنظمة تحديد المواقع GPS الخاصة بها في اللحظة التي تبحر فيها".
وبحسب الصحيفة، "إن معرفة بوتين أنه يحظى بالدعم النشط للأنظمة الفاسدة مثل إيران ستشجعه بلا شك على الاعتقاد بأنه على الرغم من النكسات العسكرية التي يعاني منها في أوكرانيا، لا يزال قادراً على التسبب في صعوبات لخصومه الغربيين. من غير المحتمل، على سبيل المثال، أن يكون بوتين على استعداد كبير لقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، وهو التهديد الذي اصدره فور عودته من طهران، ما لم يكن واثقًا من قدرته على تعويض النقص في الإيرادات باستخدام شبكة تهريب النفط الإيرانية. إنه وضع مشابه لإصرار بوتين على جعل العالم رهينة بشأن القضية الحاسمة المتمثلة في صادرات الحبوب من أوكرانيا. تواجه أجزاء كبيرة من العالم احتمال المجاعة هذا الشتاء ما لم يتراجع بوتين عن قراره. لكن هذا غير مرجح طالما أنه يستطيع الاعتماد على دعم أصدقائه الجدد في طهران".
Sent from my iPhone
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك