حذرت الولايات المتحدة من أن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري قد يدفع مؤيدي التنظيم الإرهابي لاستهداف المنشآت أو المواطنين الأميركيين، في حين بدأت تداعيات العملية بالظهور داخل أفغانستان، بعدما فشلت حركة طالبان في تأمين سلامة «ضيفها».
مع تأكيد مصدر حكومي أفغاني لأول مرة مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في غارة أميركية استهدفت منزله وسط كابول، بدأت تداعيات ضربة الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرة بالظهور داخل أفغانستان، وسط تسجيل ردود فعل غاضبة واسعة النطاق ضد حركة طالبان التي استولت على الحكم بالقوة بعد انسحاب القوات الأجنبية في أغسطس من العام الماضي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن "قتل الظواهري بصواريخ طائرة مسيّرة أميركية يشكّل ضربة مذلة لنظام طالبان، الذي استضاف سراً المتطرف المسنّ في ضاحية شربور المحصّنة بقلب العاصمة الأفغانية أشهراً عدة، لكنه فشل في المحافظة على سلامته".
وبينما كانت طالبان تستعد للاحتفال بعامها الأول في السلطة في وقت لاحق من هذا الشهر، أثار الهجوم ردود فعل عنيفة ضد النظام المحاصر في الداخل، وبرزت تعليقات على وسائل التواصل تدعو إلى الانتقام.
ومن هذه التعليقات منشور على "تويتر" لمستخدم أفغاني يُدعى إحسان الله، كتبه بعد بيان أصدره المتحدث باسم طالبان عقب مقتل الظواهري، أمس الأول، قال فيه: "إذا تم تأكيد استشهاد الظواهري، فحينئذ عار عليكم لأننا لم نتمكن من حماية البطل الحقيقي للإسلام".
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن "اغتيال الظواهري (71 عاماً)، بطل الجماعات الإسلامية المتشددة، والإرهابي المطلوب منذ زمن طويل في الغرب، أدى إلى بلورة الصراع المستمر بين الفصائل المعتدلة والمتشددة داخل نظام طالبان".
وأشارت إلى أن "العديد من قادة شبكة حقاني المتشددة، يشغلون مناصب قوية في النظام".
ونقلت عن أنس حقاني، إحدى الشخصيات المؤثرة في طالبان الذي شارك في مفاوضات الدوحة للسلام، إنه سيكون لهذا الهجوم البربري تداعيات خطيرة، ونشر فيديو لقوات أميركية تعرضت لهجوم، وقال إنه "أعتقد أن الولايات المتحدة قد نسيت تجارب الماضي".
ويقول بعض المحللين الأفغان والأميركيين، إن الضربة الأميركية قد تزيد من تشدد مواقف طالبان، وتدفعها نحو تبنٍّ صريح للقوى المتطرفة، التي تعهدت بالتخلي عنها في اتفاق السلام عام 2020 مع الولايات المتحدة".