تحت عنوان "متى تنتهي المهلة الممنوحة للرئيس المكلف؟" كتب طوني عيسى في صحيفة "الجمهورية" مشيراً الى ان الرئيس سعد الحريري يستمع هادئاً إلى الأصوات التي تطالبه بالإسراع في تأليف الحكومة. ولكن، من الواضح أنه لن يستجيب إليها قريباً. هو سينتظر أن تُقارِب الأزمة حدودَ الانفجار. وعندئذٍ، يُخرِج الأرنبَ من القُبَّعة ويبتسم للجمهور!
وينقل عيسى عن مطلعين على الوضع الذين يشيرون الى ان الرئيس عون يعرف حاجة الحريري إلى الوقت ليتمكّن من استكمال المناورة. وهذه المناورة بدأها أساساً بإجراءات وتبديلات، بعد الانتخابات، على مستوى الأقربين وكوادر تيار "المستقبل"، بهدف إفهام الذين يعنيهم الأمر بأنه غير راضٍ بالانزلاق إلى مزيد من الخسائر وخرقِ فريق 8 آذار للطائفة.
وتابع: "كما عون، كذلك "الثنائي الشيعي" يستعجل تأليفَ الحكومة التي تنتظرها مهمّات أساسية في المرحلة المقبلة، ولا تتحمّل المماطلة، ولا سيّما منها الانفتاح والتنسيق مع دمشق، خصوصاً في ملف النازحين الذي فُتِح على مصراعيه هذه المرّة ولن يُغلق… إلّا بمدّ جسور التواصل مع حكومة الرئيس بشّار الأسد."
وأضاف: يَعتقد بعض المتابعين أنّ الحريري ليس منزعجاً من الضغوط التي يمارسها عون وبري و"حزب الله". فهو يتوقّعها ويتقبّلها واقعياً، لأنه يدرك أنّ غالبية القرار في عملية التأليف يملكها هؤلاء الثلاثة، أي فريق 8 آذار، وأنّ القوى الأخرى مضطرّة إلى القبول بخياراتهم في النهاية.
ورأى عيسى أنّ هناك توزيعاً ضمنياً ومستتراً للأدوار و"سيناريو" مشتركاً في عملية التأليف بين الحريري وشريكيه في الحكم، عون وبري، بحيث يوحي الحريري بأنه يتصلّب في مواجهة "حزب الله" وحلفائه، وأنه مستعدّ لإطالة أمدِ التأليف من دون ضوابط زمنية، تحقيقاً لهذه الغاية. وهذا ما يتيح له الاحتفاظ برصيده لدى المرجعيات العربية الحليفة…
وهكذا، فإنّ الضغوط على الحريري لتسريع تأليف الحكومة ستكون قوية، لأنها نتيجة تقاطعٍ داخلي وخارجي. والحريري يتوقّعها وينتظرها في هدوء، لأنه يَعتبرها جزءاً من "السيناريو".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا