Advertisement

لبنان

مَن يريد الدولة القوية... فليرفع يده!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
23-06-2018 | 02:28
A-
A+
Doc-P-486295-6367056650117166255b2dd879d8e7b.jpeg
Doc-P-486295-6367056650117166255b2dd879d8e7b.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

"الدولة القوية" أصبح شعارًا لمعظم القوى السياسية. فمن "لبنان القوي" والجمهورية القوية"، وهما عنوانان رئيسيان لمنحىً سياسي يعتمده كل "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحلفائمها، إلى عناوين أخرى تتمحور حيثياتها حول هذا المفهوم، الذي لا يختلف عليه إثنان، أيًّا كانت خلافاتهما الثنائية والجانبية.

في المطلق لا أحد إلاّ ويريد أن تكون الدولة قوية بالمفهوم الشامل وليس الإنتقائي، وأن تشمل مندرجات هذه القوة كل مناحي الحياة السياسية العامة، بما فيها من ضمانة أكيدة للجميع، وبالأخص في ما يتعلق بالناحية الأمنية.

وما شاهدناه أخيرًا من "حروب عشائرية" في منطقة البقاع لخير دليل إلى حاجة الجميع، من دون إستثناء، إلى حماية الدولة القوية، بجيشها وقواها الأمنية، لفرض الأمن حيثما يتوجب وحيثما هي الحاجة ملحّة أكثر من غيرها من المناطق.

فالجيش، من حيث تركيبته الوطنية، لا يمكنه أن يكون طرفًا ضد طرف، ولا مع طرف ضد آخر. هو للجميع من دون تمييز أو إنتقائية، خصوصًا إذا كانت السلطة السياسية مؤمنة له الغطاء السياسي للضرب بيد من حديد على أيدي كل من تسّول له نفسه العبث بالأمن والإستقرار العام، وهما خطّان أحمران من غير المسموح تجاوزهما، أيًّا تكن الأسباب والأعذار والخلفيات.

ولأن المؤسسة العسكرية هي لجميع الفئات من دون إستثناء، وهي من رحم البيئة الإجتماعية الحاضنة لها، لا يمكن لأحد القبول بمنطق وضعها في خانة الإتهام بأنها تعمل وفق إملاءات خارجة عن الإرادة الوطنية الجامعة.

فالجيش كمؤسسة هو مع الضعيف ضد المستقوي عليه، ومع القانون ضد الخارجين عنه، ومع العدالة ضد فارضي إراداتهم عليها، ومع الحفاظ على الأمن والإستقرار ضد العابثين به، ومع حق المواطن الشريف بالعيش بكرامة ضد المتطاولين على هذا الحق، ومع بسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن ضد مشاريع الهيمنة، شرط أن تكون الترجمة العملية خالية من كل الشوائب، وأن يكون جميع المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات.

فمن هو مع هذه الدولة القوية فليرفع يده وليشمّر عن سواعده لمساعدتها بأن تكون قوية بما فيه الكفاية، وليسّهل لها مهمتها، بدلًا من وضع العصي في دواليبها وزرع الألغام في طريقها.

فإذا كانت الدولة قوية يكون الجميع أقوياء بها وليس عليها. وإذا كانت ضعيفة يكون الجميع ضعفاء. ولا حاجة بنا هنا إلى تعداد مكامن الضعف والقوة، التي تجعل من الدولة قوية أو ضعيفة.

المهم أن يقتنع الجميع بأن قوتهم أو ضعفهم هي في مكان ما نسبية، تتغير وتتبدّل مقاييسها وفق الظروف. الدولة تكون قوية عندما يقرر جميع أبنائها أن يمدّوها بالقوة، وتكون ضعيفة عندما يستقون عليها.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك