أشارت أوساط سياسية إلى أن "الرئيس سعد الحريري الذي يريد تشكيل الحكومة الجديدة وفق توازنات التسوية الرئاسية التي تفيأتها حكومته الحالية، يسعى مع "القوات" بالدرجة الأولى لتفادي تظهير الحكومة العتيدة على أنها تُستولد في كنف نتائج الانتخابات التي جاهرت طهران باعتبارها نصراً سيُترجم في "حكومة المقاومة"، موضحة أن "الرئيس المكلّف بقفْله الطريق على تمثيل "السنّة الموالين لحزب الله" وحصْر إمكان تخليه عن وزير سنّي بأن يكون من حصة عون على ان يحصل مقابله على وزير مسيحي لتكون حصة الحريري في الحكومة 6 وزراء يحاول رفْعهم إلى 7، يكون حافظ على "حجمه" وزارياً رغم التراجع بعدد كتلته بفعل نتائج الانتخابات "النسبية"، بما سيُبقيه صاحب الحصة الأكبر في الحكومة "بالتعادل" مع تكتل "التيار الحر".وفي السياق نفسه، فإن "القوات" التي يدعمها الحريري بتَمسُّكها بنيل حقيبة سيادية أو نيابة رئاسة الحكومة من ضمن حصة وزارية لا تقلّ عن أربعة وزراء، تدرك أهمية ألا يتراجع تمثيلها الوزاري عما كان عليه قبل الانتخابات التي أتاحت لها مضاعفة عدد نوابها لارتباط ذلك في جانب منه بتفادي أي اختلال بتوازنات الحكومة عما كانت عليه في الحكومة الحالية، وهو ما يعلم الحريري و"القوات" أنه سيرتّب تداعيات خارجية. علماً أن دعْم جنبلاط بمطلبه حصْر التمثيل الدرزي به ورفض معاودة توزير ارسلان أو "وزير مشترك" بين الطرفيْن سيجعل "8 آذار" يخسر وزيراً من "حصّتها الصافية".وتعتبر الأوساط أن "هذه الاعتبارات هي التي تجعل "الجولة الأخيرة" من السباق لتشكيل الحكومة الأكثر تعقيداً ودقة"، مشيرة إلى أنه "منذ إعلان الحريري "فتْح التوربو" وتقديمه تصوره الى عون يوم الجمعة الفائت، نَقَل الكرة عملياً من ملعب أن "الجميع بانتظاره" وجعل الترقب لموقف رئيس الجمهورية حيال حصتيْ "القوات" وجنبلاط، علماً أن مناخ التفاؤل الذي كان سادَ بولادة وشيكة للحكومة وقبل سفر رئيس البرلمان نبيه بري في اليومين المقبلين عاد ودخل في نفق التشكيك الكبير ما لم تحدث مفاجآت كبرى تنقذ هذا المسار من "المصير الصعب".
(الراي الكويتية)