تناول موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي القصف الروسي الذي طال أهدافاً للمعارضة السورية يوم السبت الفائت، محذراً من أنّ هذه الخطوة تناقض الوعود الأميركية لإسرائيل وتترك خياريْن أمام إسرائيل، يقضي أحدهما بتدخّلها بقصف الجيش السوري وحلفائه.
وأوضح التقرير أنّ القاذفات الروسية، بعد انهيار المحادثات الروسية-الإسرائيلية، انطلقت من قاعدة حميميم في اللاذقية ونفّذت 25-30 طلعة فوق بلدة بصر الحرير في درعا المحاذية للأردن، وهي إحدى المواقع التي استعادها الجيش السوري الأسبوع الفائت، مشيراً إلى أنّ الروس قالوا خلال محادثاتهم مع إسرائيل إنّهم سيعلّقون الدعم الجوي للجيش الروسي وسيعطون الضوء الأخضر للرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة درعا والقنيطرة المحاذيتيْن للجولان المحتل.
وبيّن الموقع أنّ القصف الروسي جاء بمثابة تجاهل للتحذيرات الأميركية، إذ حذّرت وزارة الخارجية الأميركية الأسد وحفاءه من أنّ "تداعيات وخيمة" ستترتب عن انتهاكهما للاتفاق الذي تم التوصل إليه السنة الفائتة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
في هذا السياق، تناول الموقع ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أنّ الولايات المتحدة بعثت رسالة إلى قياديي المعارضة في الجبهة الجنوبية عبر سفارتها في عمان دعتهم فيها إلى اتخاذ قرارهم بأنفسهم وحذّرتهم بالقول: "لا ينبغي لكم اتخاذ قراركم بناء إلى افتراص أو توقع بأنّنا سنتدخل عسكرياً"، لافتاً إلى أنّ واشنطن لم تؤكد هذه الرسالة.
ورأى الموقع أنّه إذا كانت إدارة ترامب قد تراجعت فعلاً عن دعم مقاتلي المعارضة في مواجهة الجيش السوري والهجوم المدعوم روسياً جنوب البلاد، فهذا يلمح إلى أنّ الرئيس الأميركي لن يسمح للسباق على جنوب غربي سوريا بالوقوف في وجه عقد قمة مبكرة تجمعه ببوتين.
في المقابل، حذّر الموقع من أنّ إسرائيل ستجد نفسها عندئذ متروكة للتعامل بمفردها مع هجوم الجيش السوري وحلفائه، من "حزب الله" والقوات الشيعية المدعومة إيرانياً، معتبراً أنّ الجيش الإسرائيلي يقف أمام خياريْن لا ثالث لهما، وهما:
- الامتناع عن التدخل وقبول الوجود العسكري السوري على طول "حدودها الشمالية".
- التدخل بشن غارات جوية أو قصف صواريخ أرض-أرض ضد الجيش السوري وحلفائه لعرقلة تقدّمهم، إلاّ أنّ الإشارات التي توحي إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية أو القادة العسكريين يستعدون لعملية من هذا النوع غائبة، وفقاً للموقع.
ختاماً، تطرّق الموقع إلى مسألة النزوح السوري، لافتاً إلى أنّه يتردد أنّ 12 ألف نازح سوري فرّوا من منازلهم منذ استعادة الجيش السوري السيطرة على البلدات والقرى الصغيرة في درعا، محذراً من أنّ الآلاف يتجمّعون بمحاذاة "الحدود الإسرائيلية" وينصبون خيمهم.
(ترجمة "لبنان 24" - Debka)