Advertisement

لبنان

نبعٌ مسحور في لبنان ينفجر ويخطف مواطنين.. هذه قصة توفيق!

Lebanon 24
26-06-2018 | 04:15
A-
A+
Doc-P-487292-6367056657654685275b31dc8563bd4.jpeg
Doc-P-487292-6367056657654685275b31dc8563bd4.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

كتب بشير مصطفى في "المدن": تقول الأسطورة إن في الضنية "نبعاً مسحوراً"، تبدأ معه دورة الحياة والخصب. من هناك، خلف تلال القرنة السوداء، تبدأ قصة الحياة لمنطقة بقرصونا والمحيط. ويُحدث إنفجار هذا النبع دوياً هائلاً، وتشاء الأقدار أن يكون إنفجاره ليلاً، ما يخفف عدد الضحايا. ومع مرور الزمن، تحول مسار "نهر القْسام" إلى مكان يختزن ذكريات الأهالي، بحلوها ومرّها. فقد كتبت كثير من قصص الفلاحين نهايتها على ضفاف الهادر العظيم.

ففي أحد الأيام، خرج المواطن توفيق فتفت لقطف أزرار الورد من بستانه، الذي يشهد سباقاً بين جريان النبع ودقات القلب. وما هي إلا لحظات حتى طرق الموت باب توفيق وجرف جزءاً من بستانه، ولم يبق له من أثر سوى كيس ملأت الورود الرقيقة نصفه. وبعد 16 يوماً من رحلة الاختفاء، عثرت عليه فلاحة في منطقة حقل العزيمة. 

قصة توفيق واحدة من قصص كثيرة. فهنا طفلة جرفتها مياه النبع وهي تلعب. وهناك سيدة كانت تغسل الصحون والملابس قبل عصر "الفول أوتوماتيك". وأدى تكرار هذه الحوادث إلى ترسيخ فكرة في رؤوس الأهالي بأنه في كل مرة يتفجر فيها النبع لا بد أن يتعرض أحد المواطنين لغدر الطبيعة. 

ولا تقتصر معاناة الأهالي على ذلك، إنما تتجاوزها إلى فقدان المحاصيل وأقسام من الأراضي. وكان آخرها منذ أيام عندما أدت كثافة الأمطار إلى فيضان النبع وفقدان ما تبقى من أمل بموسم مثمر. ومن أجل التخفيف من وطأة الخسائر، شهدت السنوات الماضية جهوداً لتجسير النبع وتسوير المنطقة التي ينطلق منها نحو سطح الأرض. 

يعتقد أهالي بقرصونا أن الاحتكاك مع النبع الهادر أكسبهم الصلابة، ودفعهم إلى التكيّف مع الواقع والاستقرار في أراضي أجدادهم وزراعتها. لكن مهمة "نبع القسام" لا تقتصر على ري الأراضي الزراعية التي تعبر خلالها، إنما يشكل "النبع المسحور" فسحة للتنزه لمحدودي الدخل الذين يقطع بعضهم كيلومترات طويلة عبر الدراجات النارية للترفيه عن أنفسهم وتنزيه أطفالهم وإلتقاط الصور للذكرى. 

في المقابل، قامت جموع من الشباب بتحويل جسر النبع إلى مكان للتجمع والتجوال على متن Atv وسيارات الدفع الرباعي، خصوصاً أن المناطق المحاذية تمتاز بالوعورة. 

ولم يتأخر بعض مالكي الأراضي بالاستثمار في النبع، فشهدت السنوات القليلة الماضية إنشاء بعض مقاهي "الخدمة الذاتية". حيث يتوجه المصطافون إليها من أجل إقامة حفلات الباربكيو، والتمتع بالطبيعة الخلابة التي تلتقي فيها غزارة المياه مع كثافة الأشجار المعمرة.

(المدن)

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك