يبدو أن الحملة على وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ستتصاعد. فبعد العلاقة غير السوية والقديمة والمزمنة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، شنت أوساط "القوات اللبنانية" هجومًا كاسحًا على باسيل متهمة إياه بأنه يريد ضرب إتفاق معراب وعقد صفقة معه شخصيًا على حساب العهد و"التيار الوطني الحر"، كذلك أنطلقت آلة "المستقبل" الإعلامية بهجوم مبطّن عليه، حيث جاء في "منشات" صحيفة "المستقبل": "عشاء بيت الوسط: كفّ يد باسيل عن التأليف"، يضاف إلى كل ذلك ما أوردته مقدمة نشرة تلفزيون "المستقبل" من هجوم مبطّن أيضًا طاول رئيس الجمهورية من دون أن تسميه.
ويبدو أن التوافق بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" ووليد جنبلاط، وبشكل غير مباشر الرئيس بري، يهدف إلى وضع حدّ لـ"نفوذ" باسيل، حتى أن أحد السياسيين المخضرمين تساءل: هل يلحق جبران بنادر إلى خارج المعادلة؟
وفي هذا الوقت يظهر "حزب الله" بمظهر غير المعني بهذه الصراعات، إذ يعتبر أن الثابتة الوحيدة في علاقته بـ"التيار الوطني الحر" هي مع رئيس الجمهورية. ويتردّد في أوساط قريبة من "حزب الله" أن وفدًا من الحزب قد يزور القصر الجمهوري من أجل الحثّ على تسريع تأليف الحكومة وفكفكة العقد، مع الإشارة إلى أن الحزب لا يبدو متحمسًا هذه المرّة للدفاع عن باسيل، وهو الذي كانت له معه أكثر من تجربة مرّة.