لأكثر من أسبوعين، وبلدات إقليم الخروب، لاسيما برجا والجية وجدرا، تشهد انقطاعاً متواصلاً للكهرباء. فمع كلّ صيفٍ، يصبح التقنين الكهربائي في هذه المناطق من "الطقوس" المعتادة، علماً أنَّ معمل الجية الحراري يقعُ في ساحل إقليم الخروب، إلى جانب الباخرة التركية "orhan bay"، ومعمل المحولات العكسية الجديد.
خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت اعتراضات البرجاويين تعلو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، معبرين عن رفضهم لهذا التقنين الذين يطال بلدتهم. واليوم الثلاثاء، عمد العشرات من شبان بلدة برجا، إلى قطع الأوتوستراد الساحلي في الجية بالإتجاهين، إحتجاجاً على استمرار التقنين الكهربائي. الإعتصام الذي استمرّ لأكثر من 3 ساعات، حملَ مطلباً واحداً: "إنهاء التقنين وإصلاح الأعطال على الشبكة الكهربائية بأسرعِ وقتٍ ممكن".
إلى ذلك، أوضحت مصادر مؤسسة "كهرباء لبنان" لـ"لبنان24" أنَّ "ما يشهده إقليم الخروب ليس تقنيناً، بل هو نتيجة عطلٍ طرأ على الكابل الأرضي – توتر متوسط بقوة 15000 فولط في منطقة الجية، وهو الذي يغذي منطقة الجية وبرجا وبعاصير بالكامل"، مشيرةً إلى أنَّ "العطل وقع يوم الأربعاء الماضي، إلى أن تمّ إصلاحه يوم السبت".
وكشفت المصادر أنَّ "عطلاً جديداً طرأ يوم الأحد على الكابل نفسه، وبحسب المعاينة الفنية لفرق الصيانة في مؤسسة كهرباء لبنان، فقد تبيّن أنَّ الكابل أصيب بصدمةٍ كهربائية كبيرة أدت إلى تضرره بشكلٍ كبير".
وبحسب المعلومات التي حصل عليها "لبنان 24" من مصادر متابعة للإتصالات مع مدير عام مؤسسة "كهرباء لبنان" كمال حايك، فإنَّ "التأخير في إصلاح العطل سببه أنَّ لدى المؤسسة آلية واحدة في الخدمة لكشف هكذا نوع من الأعطال، وكانت تعمل طوال الأسبوع الماضي على إصلاح الكابل الذي يغذي مطار بيروت الدولي، الأمر الذي أخَّر عمليات إصلاح كابل الجية".
وأكّدت المصادر أنَّ "عمليات الصيانة ستنتهي صباح الغد الأربعاء، ومن المفترض أن يعود التيار الكهربائي تدريجياً إلى كافة المناطق التي يغذيها الكابل المُعطّل".
وتوازياً مع حراك البرجاويين، علم "لبنان 24" أنَّ "إتصالاتٍ عديدة أجراها النائبان محمد الحجار وبلال عبدالله مع مؤسسة كهرباء لبنان، طالبا فيها بالإستعجال في إصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي إلى طبيعته في إقليم الخروب".
وكانت "بلدية برجا" أصدرت بياناً، اليوم الثلاثاء، استنكرت فيه "التقنين القاسي في التيار الكهربائي بسبب الأعطال المتكررة على الشبكة الكهربائية، الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة الناس اليومية ومصالحهم".
ودانت البلدية "تقصير مؤسسة "كهرباء لبنان" في العملِ على إصلاح الأعطال، في وقتٍ تكثر فيه ملوثات معمل الجية الحراري، وكأننا خُلِقنا لنعيش في جحيم التلوث، وقد حُرّمت علينا الكهرباء".
وأكدت البلدية "متابعتها مع المعنيين في مؤسسة "كهرباء لبنان"، ومطالبتهم بالاسراع في إصلاح الأعطال لعودة التيار الكهربائي، لأنّ الناس يكفيها إجحافاً وحرماناً".