لا يكفي المواطن "المعتر" ما يعانيه يوميًا على الطرقات، ذهابًا وإيابًا، من زحمة سير يُقال عنها "خانقة"، بل قاتلة، حتى يفاجأ ومن دون سابق علم وخبر أن موكب المسؤول الفلاني سيمرّ من هذه الطريق قاصدًا مكانًا معينًا لحضور مؤتمر أو لعقد إجتماع. تقطع الطرقات وتسدّ المنافذ وتتوقف حركة السير إلى حين مرور الموكب، ويبقى هذا المواطن المغلوب على أمره أسير طابور من السيارات، ووسط جحيم من الزمامير التي تتلف الأعصاب، فيسّلم أمره لربه، وينتقع بـ"صنين" الشمس، لأنه يضطّر إلى إطفاء محرك سيارته، توفيرًا للبنزين الذي يسابق الليرة صعودًا، ومخافة أن تحمى السيارة.
ربع ساعة ونصف ساعة "ماشي الحال"، وما في الأمر حيلة. أما أن "ينصلب" ساعة بدقائقها الثقيلة التي لا تعود تمرّ بسهولة فهذا ما لا يُحتمل ولا يُطاق.
فرحمة بهذا المواطن الذي بدأ يكفر بكل شيء له علاقة بالدولة، ورحمة بأعصابه التالفة، نظّموا مواعيد إجتماعاتكم في أوقات لا يكون الناس فيها على الطرقات أو أعلموه بمواقيت تنقلاتكم مسبقًا لكي يتجنّب الطرقات التي ستسلكها مواكبكم.
هذه الصرخة ننقلها بأمانة إلى المسؤول المستعجل على موعده، مع فائق الإحترام.