Advertisement

لبنان

عن سفينة نوح التي نبحث عنها!!

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
29-06-2018 | 03:44
A-
A+
Doc-P-488391-6367056665583579055b35d497e6158.jpeg
Doc-P-488391-6367056665583579055b35d497e6158.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

مقتل شاب طعناً بالسكين على خلفية مباراة المونديال، مقتل شاب على خلفية أفضلية المرور، مقتل شابة بعد اشكال في أحد الملاهي الليلية تخلله اطلاق نار.... أخبار باتت تمرّ مرور الكرام في نشرات الأخبار وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ممهورة بعبارة R.I.P. وغداً يوم آخر، ويبقى الألم في قلب الأمهات الثكالى على فلذات أكبادهن، الذين ذهبوا رخيصين جداً على تراب الوطن التي لم ترتو حتى اليوم من الدماء التي ذرفت عليها.

كيف تقف آلة القتل هذه ونحن نعيش في "غابة" تحكمها "شريعة الغاب" ويتحكم فيها حامل السلاح على حامل الشهادات، ولا من يحاسب ولا من يضرب بيد من حديد، بل ان القاتل يقف خلف الزعيم و"الرجال خلي يقرب علي ويحاكمو" واذا ما تم القاء القبض عليه، فانه حتماً يعاني من أمراض عقلية، أو كان تحت تأثير المخدرات.

ولكن كفى!!! أين أنت أيتها الدولة، وأيتها القوى الأمنية؟ أين أنت أيها القضاء الذي نتغنى به؟ لماذا تقتل أولادنا وأطفالنا بهذا الدم البارد، ومن دون وجه حق، فقط لأنه كان يشجع البرازيل، أو فقط لأنه زاحمه على موقف للسيارة، ويا لها من أسباب جوهرية وأساسية يستحق هذا المخطئ الموت وبأبشع الطرق، ويجب على أمه أن تحمل حسرته حتى آخر العمر. حتى ان الموت بات يخجل من استقباله لعدم وجود السبب المقنع.

أين نعيش، وما هو البلد الذي سنقدمه لأطفالنا؟ كيف لنا أن نربي أطفالنا على الأخلاق والآداب وهم سيكونون ضحية على الطرقات لأي سبب تافه وسيأتي "ابن حرام" ليقتلهم لأسباب أسخف من سخيفة، ويعيدهم الى أحضان أمهاتهم جثثاً من دون وجه حق.

عذراً يا أطفالي، فأنا لم أتمكن حتى الساعة من اخراجكم من هذه "المزرعة" التي نعيش فيها، وابعادكم عن آلة القتل المتنقلة يومياً، والذهاب بكم الى بلد يحترمكم ويؤمن لكم الأمان الذي بتنا نفتقده في وطننا الأم. هذا البلد لم يعد لنا، لا مكان "للاوادم" فيه، وهو لم يعد ينفع فيه الاصلاح، لأن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر والفساد المستشري، وبالتالي فان المطلوب سهل جداً، نحن بحاجة الى سفينة نوح، تخرج زوجاً من كل مخلوق على هذه الأرض، وليضربنا الطوفان وينهينا "عن بكرة أبينا" لنعود ونبني هذا الوطن من جديد على أسس صحيحة ونخلق طبقة سياسية قادرة على الضرب بيد من حديد وفرض الأمن بالقوة على الجميع، من دون الفصل بين ابن جارية وابن ملكة.

والى ان ينعم الله علينا بالطوفان، ويصل نوح الى وطننا فلا بد من العودة الى عقوبة الاعدام، ولو لمرة واحدة، ليكون هناك رادع أمام القاتل، ويجب محاسبة كل من تسول له نفسه القتل تحت اي ذريعة كان. ومن هنا الى ان نصل الى هذه الدولة التي نتمناها، نصيحة الى الأمهات، "ضبوا" أولادكم، امنعوهم من التزريك، وامنعوهم من السهر، وارسلوهم الى الجامعات والمدارس بالدبابات أو السيارات المصفحة أو الحربية، وبأبسط احالات يجب ارتداء السترة الواقية من الرصاص والخوذة، ومن لحظة الخروج الى لحظة العودة امطروا الأرض بالصلوات لجميع القديسين والأنبياء، لكي لا يعترضه أي "ابن حرام" ويعود سالماً معافاً الى المنزل، لأنه غير الله لا أمل لنا بحماية أطفالنا خصوصاً وان الدولة تحتضر والكل ينتظرها لتلفظ أنفاسها الأخيرة.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك