يعترف "الشيخ" صراحةً بمحاولة اغتيال محمد وهبي بعبوّة ناسفة، كان من المفترض أن تنفجر بـ"الهدف" تزامناً مع مروره بسيّارته في المكان. لا يخفي الرجل أنّه قام بالتنسق مع قياديين في تنظيم "داعش" لإنجاح العمليّة. هو يجاهر بضلوعه في العديد من عمليات زرع العبوّات لاستهداف عناصر الجيش اللبناني أو قتل وخطف موالين لـ"حزب الله"، فضلاً عن خطف صحافيين أجانب مقابل فديات ماليّة.
في جعبة أحمد أمّون (الملقّب بالشيخ) الكثير، لم يُفرِغ منها خلال استجوابه اليوم أمام المحكمة العسكرية سوى القليل القليل. الواحدة ظهراً، اقترب "الشيخ" على عكّازيه الخشبيّن من قوس المحكمة ليُحاكم في ملف واحد من بين عشرات الملفّات المتوّرط فيها: "الإنتماء إلى مجموعة "صقور الفتح" المنضوية ضمن تنظيم "داعش" ومحاولة قتل عناصر من الجيش اللبناني".
إلى جانب أمّون، يُحاكم أحد عشر سوريّاً ولبناني آخر "سميّه" يدعى أحمد أمّون أيضاً ولقبه "بريص".
أولى اعترافات "الشيخ" كانت محاولة اغتيال محمد وهبي: "نعم لقد وضعت عبوة إلى جانب الطريق لاغتيال محمد وهبي لورودنا معلومات عن تعامله مع "حزب الله". نسّقت الأمر مع القياديين في "داعش" أبو بكر الرقّة و"أبو عبد السلام"، والأخير هو من كان يصنّع المتفجّرات ويُحضرها جاهزة إلينا".
وإذ نفى المتهم مشاركته في استهداف هيئة العلماء المسلمين في القلمون بعبوّة وضعت داخل درّاجة ناريّة، أقرّ باستهدافه الجيش اللبناني بطلب من "أبو الوليد" و"أبو عبد السلام": "لقد عرضا عليّ الفكرة فوافقت وزرعنا العبوات عند المصلّبية قرب محطّة وجيه". وأضاف إنّه شارك بوضع عبوّة استهدفت ملّالة للجيش اللبناني أصيب عدد من عناصرها، وبزرع عبوة قرب الثانوية في وادي عطا إلّا أنّه عاد وانتشلها بمساعدة "أبو هاجر". وبسؤاله عن سبب عدولهما عن الأمر أجاب:" لم تعجبتا الفكرة".
وكشف أنّ المدعو "أبو عائشة" من عناصر "داعش" هو من قتل المؤّهل عز الدين، نافياً علاقته بمحاولة اغتيال المختار علّولي مشيراً الى أنّ "جبهة النصرة" هي من حاولت اغتياله.
وبسؤاله عن خطف صحافيين أجانب بعد سقوط منطقة القصير وتحديداً صحافيّاً بلجيكيّاً وآخر من الجنسية الإيرلنديّة والتفاوض عليهما مقابل فدية ماليّة، ردّ أمّون: "لقد عرض عليّ "أبو السوس" إعطائي مبلغ مئة ألف دولار لكنّني لم أشارك في الخطف". "إذا لماذا يعطيك هذا المبلغ أو يعرضه عليك لو لم يكن لك دوراً في العمليّة؟" سأله رئيس المحكمة العميد حين عبدالله فقال: "هو قبض 4 مليون دولار وعرض عليّ ١٠٠ ألف دولار لأنّي كنت في مجموعته لكنّي لم أستلم منه شيئاً، أنا لم يكن لي أيّ دور بل شاركت في معارك يبرود فقط".
وباستيضاحه عن الغرفة الكائنة وراء مقرّه والتي يتم فيها وضع المخطوفين من قبل "أبو هاجر" و"أبو عبيدة" أوضح أنّها غرفة ينام فيها المطلوبين وليس المخطوفين.
"الشيخ" اعترف بإرساله عددا من الأشخاص لخطف المدعو أبو حيدر عسّاف لمقايضته مع "النصرة"، كونه يوالي وعائلته لـ"حزب الله" لكن في الموعد المحدّد اعترضتهم دورية أمنيّة وأفشلت العملية.
وعن استهداف كُتيبة الحجيري أشار إلى أنّ "أبو بكر" طلب منه خطفه والتقايض عليه بمئة ألف دولار، إلّا أنّه وخلال مرافقته لأبو بكر بهدف تنفيذ الخطّة وقيادته السيارة تفاجأ بـ "أبو بكر" يطلق النار على "كُتيبة" الذي كان يقف أمام منزله وذلك بعد أن اشتبه بهما الأخير وقيامه بسحب فرده باتجاهما.
هذا غيض من فيض من أفعال المتهم واعترافاته، حتّى أنّ العميد حسين عقّب عليها بالقول: "إفادتك بدها نهار لحالها"، ليتابع بعدها رئيس المحكمة سماع باقي الموقوفين في القضية على أن تصدر الأحكام فيها الليلة.