لم يكن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس، مختلفاً عن اللقاءات التي تعقدها الأطراف المعنية بتأليف الحكومة، بل كان فرصة لمحاولة وصل ما انقطع بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، علماً أن الحريري كان جدياً بوضع عقدة "القوات" على طاولة النقاش بهدف إيجاد حلّ مناسب لها من دون الحصول على أي جواب حاسم من باسيل.
وتتحدث مصادر مطلعة على أجواء اللقاء أن الحريري أراد إقناع باسيل بأن يقبل بحصول "القوات اللبنانية" على 4 وزارء، مقابل تكفل الحريري بإقناع "القوات" بعدم المطالبة بأي وزارة سيادية ولا حتى بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء، لكن باسيل لم يعط إجابة واضحة حول هذا الطرح.
وترى المصادر أن اللقاء المرتقب بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الجمهورية ميشال عون، قد يؤدي إلى نتيجة مماثلة، خصوصاً أن إصرار نواب "القوات" ومسؤوليها على إعتبار تفاهم معراب لا يزال قائماً مع عون الذي سيواجهه بحجة أنه بات رئيساً للجمهورية ولا يعقد تفاهمات سياسية مع هذا الفريق أو ذاك، من هنا على "القوات" التفاهم مع رئيس "التيار" جبران باسيل للوصول إلى نتيجة تتعلق بتفاهم معراب.
وتلفت المصادر إلى أن العقدة المسيحية قد تتجه إلى الحلّ في القريب العاجل وفق عرض الحريري، الذي يبدو أن لا بديل عنه، غير أن طرف رئيس الجمهورية لا يبدو في وارد الإتفاق على حلّ كل عقدة لوحدها، خصوصاً العقد المتعلقة بالحصص العددية للقوى السياسية، وهذا يعني أن حلّ عقدة "القوات" عبر إعطائها وزيراً إضافياً عما كان يرغب به عون يجب أن يترافق بحلّ العقدة الدرزية لصالح الأخير، وإلّا فإن أي من العقدتين لن تحلّ.
وتعتبر المصادر أنه في حال كان هناك عقدة سنيّة تتمثل بإصرار "حزب الله" على تمثيل سنّة الثامن من آذار، فهذا يُحل مع رئيس الحكومة المكلف ومن حصته هو، إلا إذا أراد عون أخذ هذه العقدة على عاتقه وتسمية أحد نواب الثامن من آذار من حصته السنية في الحكومة.