مَن من السياسيين أو الديبلوماسيين، غربيين وشرقيين، لا يعرفونه، وهو الذي لا يزال يمارس مهنته، التي قضى فيها سنين طويلة، وكأنه في البدايات. لا يهدأ ولا يكل. حاضر في كل المؤتمرات الصحافية. يتابع ويسأل، وغالبُا ما تكون أسئلته محرجة للمجيب، وهي التي ترتكز إلى متابعة يومية وإلى ثقافة سياسية ودبلوماسية معمقة تقوم على التحليل الموضوعي والعلمي.
إنه الزميل خليل فليحان، الذي أخضع بالأمس لجراحة دقيقة وصعبة جراء تعرضه لحادث سير خطير كاد يودي بحياته لولا تدخل رباني ونتيجة إيمان عميق وراسخ برعاية السماء لمن هم رسلها على الارض.
خليل لا يزال يعاني في المستشفى، الذي نقل إليها، على أثر هذا الحادث، الذي يشبه بظروفه الكثير من حوادث السير على طرقات الموت بسبب رعونة بعض الذين يعتبرون أن هذه الطرقات "مطوبة" بإسمهم.
خليل الصابر على ألمه وهو على سرير المسكنات سيعود إلى صحافته، وسيعود أقوى مما كان عليه قبل الحادث المؤسف، وستكون الساحة في إنتظاره، ولو بعد حين.
خليل نحن في إنتظارك فلا تتأخر كثيرًا، لأنك رمز جميل من الزمن الجميل، حيث كان للخبر قيمته وحيث كانت "مانشيت" تصنع الحدث وتفرض دقتها إيقاعًا سياسيًا، بعيدًا عن الإثارة والمبالغة والتفتيش عن "سكوب" لمجرد زيادة ما بات يُعرف في هذا الزمن الغريب والعجيب بـ"الترافيك"، حيث بتنا نرى خبرًا عاديًا يتعلق بفضيحة تطاول أحد الفنانين تحصد أعلى نسبة متابعة فيما لا تتعدى قراءة تحليل إخباري فيه من الفكر السياسي ما يغني ويفيد بضعة مئات من المتابعات.
خليل نحن معك في ألمك وصبرك وإيمانك ونقول لك ولجميع محبيك إننا سنكون في غيابك القسري البديل عن الأصيل، على رغم ما فينا من تقصير، إلى حين عودتك السريعة.
خليل شفاك الله. صلواتنا معك في جلجلتك.