في خلال إعلان وزير التربية الوطنية مروان حماده بالأمس اسماء المتفوقين في شهادة الثانوية العامة بمختلف أقسامها بدا واضحًا أسماء المدارس التي ينتمي إليها المتفوقون، وكان لافتًا أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم طلاب في مدارس رسمية أو ما كان يُعرف سابقًا بـ"المعارف"، وهي تسمية تحمل الكثير من المعاني المعرفية، على رغم الحرب الشعواء، التي تشّن على المدرسة الرسمية، وموجات التهكم كقول البعض "ما عارف"، للتدليل على المستوى المتدني لهذه الثانويات.
إلاّ أن النتائج المشرّفة التي سجلها طلاب الثانويات العامة جاءت كردّ مباشر على حملات التطاول على التعليم الرسمي، الذي أثبت جدارته وتقدمه على رغم أنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من الرعاية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أغلبية السياسيين وكبار الضباط هم خريجو المدارس الرسمية، وكانت ثانوية سعيد في عين الرمانة من بين الثانويات، التي كانت تخرّج أجيال المستقبل.
مدرسة المعارف لم تعد "ما عارف"، بل أصبحت تضاهي أكثر المدارس الخاصة شهرة ومستوى.