Advertisement

لبنان

سفير الفاتيكان الى لبنان بصلاحيات مطلقة.. وهذا ما سيقوم به

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
05-07-2018 | 00:33
A-
A+
Doc-P-490282-6367056679770866795b3d9f93b959f.jpeg
Doc-P-490282-6367056679770866795b3d9f93b959f.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ربما مرّ خبر تقديم السفير البابوي الجديد في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتاري اوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرور الكرام لدى وسائل الاعلام، ألا أن الأمر في الحقيقة ليس بالبساطة المنظورة، بل يحمل الكثير من الدلالات في ظلّ التطورات المحلية والاقليمية.

لا شك في أن إعطاء سفير حاضرة الفاتيكان في لبنان صفة المفوض مطلق الصلاحية من قداسة الحبرالاعظم البابا فرنسيس هو تأكيد على الاهتمام بأوضاع لبنان وما يتعرض له هذا الوطن الصغير من ضغوطات سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، خصوصا أن آخر التطورات تشير الى أن الأمور في لبنان لا تسير حكماً على ما يرام، الأمر الذي استدعى وجود سفير فوق العادة بنظر الحبر الاعظم، وهو الأدرى بشؤون لبنان ومسيحيي الشرق والمنطقة.

وبحسب مصادر مطّلعة، فإنّ حضور سفير الفاتيكان الى لبنان وتقديم اوراق اعتماده رسميا بعد تأخير قارب الثمانية اشهر ما هو سوى دليل على التغاضي عن التوترات التي شابت العلاقة بين لبنان والكنيسة في الفترة الماضية، ولا سيّما أن للبنان مكانة خاصة لدى الفاتيكان تدفعها الى مدّ يد العون دبلوماسياً ومعنوياً وحضّ الأطراف المختلفة سياسياً على تحييد هذا البلد عن مستجدات الصراعات الإقليمية، وعلى رغم أن زيارة سبيتاري لعين التينة و"بيت الوسط" تدخل ضمن إطار البروتوكول الا أن مصادر مقرّبة أكّدت أن المحادثات دخلت في أدق تفاصيل الوضع اللبناني وأوضاع المنطقة.

على الصعيد الداخلي، يبدو أن حراك سفير الفاتيكان سيكون في الدفع باتجاه تثبيت العلاقات المسيحية- المسيحية لما لهذا الأمر من إيجابيات ستنعكس على الشارع اللبناني عموماً والمسيحي بشكل خاص، إذ أن الڤاتيكان يبدي دعمه لاستمرار التسوية الرئاسية وضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، خصوصا أن سبيتاري وصل الى لبنان حاملا معه رسالة من الحبر الأعظم الى اللبنانيين ومسيحيي الشرق يؤكد من خلالها على اهتمامه بالاستقرار في وطن أسماه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني "وطن الرسالة وملتقى الحضارات المسيحية الاسلامية ونموذج عن العيش المشترك في العالم".

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن السفير البابوي الجديد سيجد نفسه في مكان لا يحسد عليه، إذ أن إسداء النصيحة والتشاور في الملفات المحلية العالقة ربما لن يلقى آذانا صاغية بالشكل الكافي في ظل التجاذبات السياسية والبحث عن المكاسب سواء من حيث عدد الوزراء أو محاصصة المشاريع والالتزامات وغيرها، وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال الكلمة المقتضبة التي أدلى بها سبيتاري إثر اجتماعه بمفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، حيث اعتبر أن لبنان "يمثل حالة فيها نوع من التعقيد" وليس ذلك سوى مؤشر لما سيواجهه هذا البلد من تحديات داخلية واقليمية في المستقبل القريب، لذلك فإن السلطة المعنوية قد تدخل من بوابة التمنيات ليس إلا.

على الصعيد الاقليمي يعتبر الڤاتيكان أن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة أمر أساسي لضمان الاستقرار فيه وانّ الالتزام بسياسة النأي بالنفس بات ضرورة رغم الخروقات، إضافة الى اطلاعه على ملف النازحين السوريين والمحاولة لإيجاد سبل المعالجة والمساعدة التي يمكن ان يقدمها الحبرالأعظم للبنان سواء على صعيد المنظمات الدولية أو على صعيد طلب الدعم من الدول الأوروبية لتأمين المساعدات المالية اللازمة للوقوف الى جانب الحكومة اللبنانية في مواجهة هذا الوضع المتأزم.

وفي سياق متصل، من المتوقع أن يقوم مندوب بابوي رفيع بزيارة لبنان خلال الأسبوعين المقبلين تأكيدا على عودة الأمور الى نصابها ما بين لبنان ورأس الكنيسة الكاثوليكية ولدعم الموقف اللبناني من ملفّ النازحين السوريين، وبالتوازي يفترض ان يعمل سبيتاري على معالجة امور الكنيسة الكاثوليكية ولا سيما بعد سلسلة تقارير وردت الى الدوائر الڤاتيكانية تتحدث عن ممارسات منفّرة دفعت الكرسي الرسولي الى التدخل لعزل هيئات رهبانية ومطارنة قبل انتهاء مدة ولايتهم وتعيين هيئات جديدة، وفي هذا الصدد تصف مصادر مطّلعة مهمّة سبيتاري بالإصلاحية.

في شتّى الأحوال سيجد لبنان نفسه على أبواب مرحلة جديدة في العلاقة مع الڤاتيكان ولا سيما من حيث متابعة ملف الحوار المسيحي - الاسلامي وحوار الأديان انطلاقا من دعم الحبر الأعظم لهذا الحوار واعتباره شأناً أساسيا في لقاء الحضارات. وما يمتاز به سفير الفاتيكان سبيتاري من سمعة وكفاءة سبقت وصوله الى لبنان، كفيل للعمل من قبل الأطراف المسيحية والكنسية بتوجيهات البابا فرنسيس والالتزام بها، ومن المؤكد ان السفير البابوي الجديد سينجح في مهامه لتحقيق ما تصبو اليه الڤاتيكان للحفاظ على لبنان ومسيحييه وشعبه على وجه العموم.

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك