تحت عنوان إخماد "نيران" المعركة التربوية على خط بكركي ودار الفتوى، كتبت ناتالي اقليموس في صحيفة "الجمهورية": تحوّلَ أمس كلٌّ من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان إلى رَجُلي إطفاء، بعدما كادت ألسِنة نيران المعركة التربوية تلتهم قطاع التعليم الخاص، مُطيحةً بالمدارس الخاصة كأحجار الداما.
لذا شهد الصرح البطريركي قبل الظهر لقاءً تشاورياً استثنائياً بين الراعي ورؤساء الرهبانيات وممثلين عن الكتل النيابية، كذلك عُقِد اجتماع في دار الفتوى ترأسَه دريان لمواكبة تداعيات الأزمة المالية في المقاصد وقرار إغلاق مدرسة خديجة الكبرى.
ماراثون تربوي طويل شهدَه لبنان أمس، توزّعت مشاهده بين بكركي ودار الفتوى، حيث توالت الاجتماعات الاستثنائية واللقاءات التي كانت أشبَه ببنجِِ موضعيّ لتخدير وجعِ الأهالي والمعلمين وإدارات المدارس، من دون التمكّنِ من اقتلاع الألم من جذوره، ومن دون التمكّن من فرملةِ تداعيات إقرار القانون 46.
كواليس لقاء بكركي
قرابة التاسعة صباحاً، وكعادته، بدا الصرح البطريركي هادئاً، وحدهم الرئيسات العامات والإقليميات والرؤساء العامون والإقليميون تقصّدوا الوصولَ باكراً ، للتباحثِ فيما بينهم ولتبادلِ الأفكار حول تقصير الدولة تجاه معظمِ المؤسسات التي يُشرفون عليها، من تربوية واستشفائية...
لم تكد تمضي ربعُ ساعة حتى بدأ ممثّلو الكتل النيابية ونوّاب كسروان بالوصول وسط تدابير أمنية. لينطلقَ اللقاء التشاوري قرابة التاسعة والنصف صباحاً برئاسة البطريرك الراعي وفي حضور المطرانين حنا رحمه وسيزار اسيان. والنواب ممثلو الكتل النيابية: ابراهيم كنعان ممثلاً كتلة لبنان القوي، انطوان حبشي ممثلاً تكتل "الجمهورية القوية"، هادي حبيش ممثلاً كتلة "المستقبل"، النائب فريد هيكل الخازن ممثلاً "التكتل الوطني"، الياس حنكش ممثلاً كتلة "الكتائب"، ألبير منصور ممثلاً كتلة الحزب "القومي"، نقولا نحّاس ممثلاً كتلة "الوسط المستقل"، وفيصل الصايغ ممثلاً "اللقاء الديموقراطي"، إضافةً إلى نوّاب منطقة كسروان: نعمة افرام، شامل روكز، شوقي الدكاش، وكان قد اعتذرَ عن الحضور النائب ابراهيم عازار ممثّل كتلة التنمية والتحرير والنائب روجيه عازار لارتباطٍ رسميّ سابق.
بدايةً، رفعَ الراعي الصلاة الافتتاحية، ثمّ ألقى رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم كلمةً رحّب فيها بالحاضرين معتبراً أنّ "هذا اللقاء تشاوريّ ويعني كلَّ المكوّنات اللبنانية، لأنّ للتعليم الخاص دوراً في تأسيس لبنان وفي الحفاظ على التنوّع والحرّية". وأكّد أنّ الحاضرين معنيّون بحماية حقوق كلّ مكوّنات "الأسرة التربويّة".
وبعد مداخلات النوّاب واقتراحاتِهم والاستماع إلى عرضٍ عن ظروف المدارس الخاصة والمشاكل التي تعاني منها نتيجة إقرار القانون 46 وتداعياته، تمّ عرضُ الوضع الراهن للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية وللمستحقّات المتوجّب تسديدها لها من قبَل الدولة اللبنانية لتكمِلَ رسالتها في خدمة المواطنين.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(ناتالي اقليموس - الجمهورية)