تحت عنوان مَن يختبئ وراء باسيل في الحملة على "القوات"؟، كتب طوني عيسى في "الجمهورية": واضح أنّ الدكتور سمير جعجع يريد بأيّ ثمن ترقيع "اتفاق معراب" مع "التيار الوطني الحرّ" لألف سبب وسبب. ولكن، في المقابل، واضح أنّ الوزير جبران باسيل ليس متحمّساً لهذا الأمر... لألف سبب وسبب أيضاً. ولذلك، هو يعتمد إزاء جعجع السيناريو الذي اعتمده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إبّان أزمة "الفيديو" الشهيرة، عشيّة الانتخابات النيابية.
خلال التحضير للانتخابات، إستفَزّ باسيل رئيس المجلس النيابي بشريط "الفيديو" الذي جرى تسريبه، بعد لقائه مع الناس في بلدة "محمرش" البترونية. ولم يرغب باسيل لا في التراجع ولا الاعتذار، على رغم أنّ الأزمة بلغت من الخطورة حدّ الانفجار في الشارع.
سارَع رئيس الجمهورية العماد مشال عون إلى استقبال بري، وتمنّى عليه المساعدة على تطويق الأزمة وتداعياتها. وعلى رغم من أنه لم يقدّم اعتذاراً بإسم باسيل عمّا جرى، فقد أسِف لوَصف رئيس المجلس بـ"البَلطجي"، وأبدى له أسفاً للملابسات التي رافقت هذه القضية.
ظنّ الجميع أنّ لقاء عون - بري يمثّل تبريداً للأجواء مع باسيل أيضاً. لكنّ وزير الخارجية تعمَّد، بعد ساعات، التأكيد أنه لم يعتذر عن مضمون الفيديو… ثم عمَد لاحقاً إلى الدفاع تدريجاً عن هذا المضمون وتأكيده. والهدف كان شَدّ العصب المسيحي إلى الحدّ الأقصى عشيّة الانتخابات.
اليوم، خلال التحضير لتأليف حكومة جديدة، يعتمد باسيل السيناريو نفسه مع "القوات"، والهدف هو السيطرة على التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة.
هدف باسيل هو رفع مستوى الضغط السياسي على "القوات" إلى الحد الأقصى وإحباط محاولاتها لرفع مستوى تمثيلها في الحكومة، بناء على نتائج الانتخابات. ولذلك، يعتقد القريبون من "القوات" أنّ تصعيد بعض وزراء "التيار" وكوادره ضدها، ونَبشهم الماضي واستعادة الانفعالات والأحقاد القديمة كانت أمراً مدروساً.
والدليل هو أنّ جعجع زار بعبدا، حيث تفاهَم مع عون على ترميم العلاقة بين الطرفين والتمسّك بـ"اتفاق معراب". وقد أكد الوزير ملحم الرياشي هذه الأجواء، بعد لقائه باسيل. ولكن، فوجئ الجميع بالخطاب الحادّ الذي تميّزت به إطلالة باسيل التلفزيونية، بعد ساعات قليلة، والتي رفعت إلى حدود عالية جداً درجة التوتر بين الطرفين.
لقد بَدا باسيل وكأنه غير مَعنيّ بالتبريد الذي خرج به اجتماع عون وجعجع، وكرَّر مع جعجع السيناريو الذي استخدمه سابقاً مع بري. وفي الحالتين، عون يبرِّد ليردّ باسيل بإعادة التسخين فوراً.
يقول البعض إنّ هناك مناورة سياسية يخوضها عون وباسيل. فالأول ينفّذ عمليات الاستيعاب ويحافظ على صورته بصفته "راعياً للجميع"، فيما يُطلق الثاني النار مباشرة على الهدف. ثم يقطف الرجلان معاً الثمار السياسية فريقاً واحداً.
لكنّ المطّلعين يعتقدون أنّ الكلام على مناورة ليس في محلّه، ويُسيء إلى حيادية موقع الرئاسة. فليس من مصلحة رئيس الجمهورية أن يدخل في مناورات سياسية تُفقده الحياد. لكنه واقعياً أقرب إلى تأييد باسيل، ويرغب في أن يحقّق "التيار" أكبر المكاسب في عهده، بحيث يكون الأقوى في المراحل اللاحقة أيضاً.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(طوني عيسى - الجمهورية)