كتب طارق ترشيشي في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "الحَرَج الحريري و"الجدار الباسيلي": "خلافاً لأيّ نصّ آخر، لا تزال العوامل الداخلية والخارجية تطغى على الاستحقاق الحكومي مؤخِّرةً إنجازَه، على رغم اعتبار البعض أنّ عملية تأليف الحكومة ما تزال في بدايتها ولم تدخل في "الوقت القاتل". إلّا أنّ العوامل الاقتصادية والمالية قد تغلب كلَّ العوامل وتفرض التأليفَ الحكومي، لأنّ البعض بدأ يدقّ ناقوس الخطر محذِّراً من أزمة ماليّة خطِرة تتهدّد لبنان بين الآن ومطلع السنة المقبلة.
العوامل الخارجية، في رأي قطبٍ سياسي، لا تبدو ملموسةً وظاهرة إلى الحدّ الذي يُظهر طبيعتها، بما يُسهّل التعاملَ معها لتذليها، ولكن بعض المعنيين بالتأليف يرون أنّ هذه العوامل متأتّية من التنازع السائد بين بعض الأفرقاء الإقليميين الذين يقفون خلف الأفرقاء الداخليين الذين يستعجل بعضُهم التأليف الحكومي لِما فيه مصلحتُه السياسية ومصلحة البلد، فيما البعض الآخر لا يرى ضيراً في تأخُّرِ التأليف الى أن تسود حالٌ تمكّنه من المشاركة في الحكومة بشروط أفضل من الآن.
والواقع أنّ العقَد الداخلية التي تحول دون ولادة الحكومة متعدّدة ومتنوّعة:
ـ العقدة الأولى تتمظهر في الخلاف السائد حول الحصة الوزارية المسيحية عدداً ونوعية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، إذ إنّ التيار يبالغ في الحصّة التي يريدها ويُحرج بها حلفاءَه من جهة ويَصطدم مع "القوات اللبنانية" خارجاً على "تفاهم معراب" المعقود بينهما والذي يقضي بأن تكون الحصة الوزارية المسيحية مناصَفةً بينهما. وينجم من هذا الصدام حتى الآن خسارةُ "التيار الوطني الحر" سياسياً ومعنوياً من رصيده، في مقابل ربحيةِِ تحقّقها "القوات" وناتجة من مظلومية تحيق بها من جرّاءِ إنكار "التيار الحر" حقَّها بنِصف المقاعد الوزارية المنصوص عنه في "تفاهم معراب" السرّي.
ـ العقدة الثانية أنّ "التيار الحر" يريد الاستحواز على كتلة وزارية من 11 وزيراً من ضِمنها ما سُمّي "حصة" رئيس الجمهورية، فيمتلك بذلك "الثلث المعطل" (أي الثلث زائداً واحداً) بمفرده، الأمر الذي يرفضه حلفاء التيار قبل خصومه، حتى لا يكون مصير الحكومة "تحت رحمته". والرفض نفسُه سيكون بالحدّة ذاتها إذا حاوَل أيّ فريق آخر الاستحواز على هذا "الثلث المعطل" بمفرده".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.