Advertisement

لبنان

بين تايلاند ولبنان: نهاية فتية الكهف ونهاية شعب الكهف

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
11-07-2018 | 05:21
A-
A+
Doc-P-492259-6367056695097145375b45cc1153b95.jpeg
Doc-P-492259-6367056695097145375b45cc1153b95.jpeg photos 0
PGB-492259-6367056695101949975b45d1a44df19.jpeg
PGB-492259-6367056695101949975b45d1a44df19.jpeg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

انتهت أزمة "فتية الكهف" نهاية سعيدة. الفتية التايلنديون الذين يشكلون فريق كرة قدم وكانوا علقوا مع مدربهم في أعماق كهف متشابك، قبل أن تحاصرهم مياه الأمطار عاشوا أسوأ لحظات حياتهم وأكثرها رعباً بعدما تبين أن عملية الانقاذ التي انبرى لها غواصون من البحرية التايلندية وغواصون محترفون أجانب، معقدة وصعبة ومحفوفة بالمخاطر.

وعلى مدى 18 يوماً تحولت قصة "فتية الكهف" إلى حدث عالمي تصدّر وسائل الإعلام منافساً أخبار مونديال 2018، وتابع مئات الملايين مجرياته بكل تفاصيلها ومشاعرها وآمالها، خصوصاً وأن غواصاً من المشاركين فقد حياته خلال عملية الانقاذ وودعه العالم بثناء على بطولته.

الفتية يخضعون حالياً لفحصوات طبية ضرورية، ورئيس "فيفا" الذي تابع قضيتهم وجّه إليهم دعوة خاصة لحضور نهائيات كأس العام في موسكو لكن وضعهم الصحي بسبب قلة النوم والأكل لن يسمح بذلك، لكن تايلاند حازت استحقاقاً مهماً بنجاح قواتها الخاصة بحل أزمة الفتية واحترامها لحقوق إنسانها ومواطنيها.

على المقلب الآخر من العالم. هنا، عندنا في لبنان، انشغل المجتمع والمتابعون والناشطون أمس وقبله بتسجيلين، الأول لعسكريٌ يحمل كيسًا لسيدة ويفتح لها باب أحد المحلات في وسط بيروت بشكل مهين لصورة رجل الأمن ودوره ووظيفته، والثاني منع مرور سيارة اسعاف على طريق مقطوع بسبب مرور موكب أحد المسؤولين، حتى كاد التسجيلان يتقدمان على أخبار الحكومة والتشكيل ومعارك الحصص والأحجام والحقائب، وعلى هموم التلوث والفساد والتضخم.

وإذا كان الفيديو الأول يعكس فضيحة كبرى ينتظر أن يكون لمديرية الأمن الداخلي موقف منها، خصوصاً وأنها جرّدت حملة لمكافحة "الفاسدين" تستحق التنويه والاهتمام، فإن الفيديو الثاني، للإنصاف، يعكس "سوء تصرف" وليس جريمة أو تواطؤاً، سيما وأن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري امتلك شجاعة الاعتذار عن أمر هو ليس طرفاً مباشراً فيه.  وما بين هذا وذاك، ثمة شعب كامل بات يعتبر نفسه أسير كهف الفساد والاستنزاف وانسداد الأفق، وأسير طبقة سياسية تعتبر المجال العام في لبنان "كهفاً" للتنقيب عن الثروات السريعة، وأن قبولها لتولي الشأن العام بمثابة "تضحية" تقدمها لشعب لا يستحق الحياة، ولا يستحق العيش بمواطنة كاملة!، وقد كان لافتاً حثّ الرئيس الحريري ليل أمس، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري الأطراف على وقف تعنتها وتعطيلها ومكابرتها، بالقول "علينا جميعاً أن نضحي"، بماذا، ولأجل ماذا، ولمن، ومن كيس من؟!

اليوم أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث صحفي ان الشائعات عن قرب انهيار الليرة اللبنانية، وانهيار القطاع العقاري، تنطلق من دون معطيات وأرقام، مشدداً في الوقت عينه على ثبات وضع الليرة، وقال "الوضع النقدي مستقر والليرة ثابتة لآجال طويلة". والحاكم مشكور بتأكيداته شبه اليومية على متانة الوضعين المالي والاقتصادي، يناقض تقارير محلية ودولية سلبية، سلبية جداً، تؤكد أن التغطية على واقع الجمود والأزمة والدوران بالحلقة المفرغة ما عاد ينفع، فوجع الناس كبير، كبير لدرجة أن القعرَ باتَ سقفاً. وإذا كان لفتية تايلاند من يهتم بهم، فمن يهتم لشعب كامل تاه في كهف الفساد؟

 

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك