Advertisement

لبنان

المغتربون في مطار بيروت... تبهدلنا!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
12-07-2018 | 02:57
A-
A+
Doc-P-492596-6367056697810544105b46fbf07a0e6.jpeg
Doc-P-492596-6367056697810544105b46fbf07a0e6.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

بقدر ما فرحت بخبر إكتظاظ مطار بيروت الدولي (؟) باللبنانيين الذين يقصدون ربوع بلادهم لتمضية الصيف فيه، بقدر ما أحزنني ما تناقله بعضهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن معاناتهم للخروج من "النفق"، الذي ُوجدوا فيه، وهم الآتون من مطارات العالم التي يُحترم فيه المسافر ويُعامل بطريقة لائقة ومحترمة، حتى ولو كانت أعداد المسافرين بالألوف، وذلك نظرًا إلى الخدمات والتسهيلات التي تقدّم لهم لتسهيل أمرهم.

أما لماذا وضعت علامة (؟) مقابل مطار بيروت الدولي، فلأن ما حصل مع هؤلاء المغتربين في مطار بلدهم الأم يدعو إلى الإستفسار عن المعايير المتبعة في الأنظمة الملاحية العالمية لحصول أي مطار في العالم على صفة "الدولية" لكي يُبنى على الشيء مقتضاه.

فإذا كانت هذه الصفة تُعطى لمدى قدرة أي مطار على إستيعاب المسافرين في حركتي المغادرة والإياب، فإن مطار بيروت لا يستحق هذه الصفة، وذلك بشهادة أولئك الآتين من باريس أو لندن أو اسطنبول أو فرانكفورت أو دبي، وهي مطارات تبلغ الحركة فيها الذروة ما يجعل المسافر، مهما بلغت نسبة ذروة الإكتظاظ فيها، ميسّرة أموره، بحيث لا يضطّر إلى الوقوف بالصفوف الطويلة لأكثر من خمس دقائق، وذلك عكس ما يحصل في مطار بيروت عندما تبلغ نسبة الإكتظاط معدلات مرتفعة نسبيًا، حيث يضطر المسافرون إلى الوقوف في الصف لوقت طويل في إنتظار الإنتهاء من معاملات الخروج.

وعندما علت أصوات المغتربين وإحتجاجاتهم كان الجواب أن عدد الكونتورات محدود، على رغم أن الموظفين كانوا يعملون بأقصى سرعتهم لتسيير ما يمكنهم تسييره.

فلو افترضنا أن الآتين إلى لبنان كانوا من غير أهله، الذين يعرفون "البير وغطاه"، فبأي إنطباع كان سيخرج به هؤلاء السياح، الذين بتنا نفتش عنهم بالسراج والفتيلة؟ فهل بهذه الطريقة نشجع الحركة السياحية، أو بهكذا إستقبال، الذي وصفوه أهل البلد العائدون بـ"البهدلة، نكرّم الوافدين إلى الربوع اللبنانية، إذ غالبًا ما يكون الإنطباع الأول هو الطاغي على ما عداه من إنطباعات؟

فرحتنا كبيرة بعودة هؤلاء المغتربين، وإن كانت هذه العودة مؤقتة، ولكن هذه الفرحة لم تكتمل عندما سمعنا بعضًا من الخارجين بالسلامة، وبعد طول إنتظار، يقولون وبحسرة:"التوبة ما بقى نعيدا... منجي عَ بلدنا حتى نتبهدل"!

إنه أول الغيث والآتي أعظم! قلتها بيني وبين نفسي، وخشيت أن يسمع أحد من هؤلاء ما همست به لنفسي. "بعد ما شفتو شي. إنتظروا حتى تعلقوا بعجقة الطرقات من المطار إلى الأمكنة التي تقصدونها".

وعلى رغم كل ذلك لا نزال نفاخر بتعليق يافطات مرحبة بالوافدين إلينا من بلاد الله الواسعة، ونكتب عليها ومن دون حياء:"إبتسم أنت في لبنان"!

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك