أعاد لقاء الديمان الذي عقد أمس بين وزير الاعلام ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وصل ما انقطع بين الطرفين المسيحيين، ورسم خارطة طريق للفترة المقبلة.
علمت "النهار" ان البطريرك شدد أمام الرياشي وكنعان على استمرار المصالحة وكان مستمعاً الى وجهات نظر كل منهما مبدياً موقفه من ضرورة استمرار المصالحة وعدم تحول التفاهم الى ثنائية في وجه الآخرين. كذلك علمت ان اعلان الديمان سيكون محور مواقف الراعي في الأيام المقبلة وسيطرحه في لقاءات كنسية ومع مسؤولين سياسيين من أجل تكريس ما تم تحقيقه من خلال المصالحة المسيحية حتى الآن والعمل على دفع مسألة تأليف الحكومة.
وتحدّثت اجواء الديمان لـ"الجمهورية" عن "اتفاق على تثبيت المصالحة وتدعيمِها بما حقّقته الى الآن من انتخاب رئيس ميثاقي وإقرار قانون انتخاب جديد حسّنَ التمثيل المسيحي في المجلس النيابي بأكثر من ٥٣ نائباً بالصوت المسيحي".
وعلمت "الجمهورية" أنّ خطواتٍ عملية ستقوم بها بكركي بعد اللقاء تحمل في طيّاتها رعاية آليةِ عملٍ دائمة بين الحزبين لا تنحصر بالاستحقاقات الموسمية، وتشمل نتائجها الجميع بلا استثناء.
مصادر المجتمعين وصفت اللقاء بالايجابي جداً، وأشارت مصادر التيار لـ"الجمهورية" الى ان المصارحة كانت شاملة وتوصّلنا الى الاتفاق على خطوات عملية سنباشر بها، وقد عبّر عنها البطريرك ببيان بكركي، وأهمّها اعتبار المصالحة قائمة وثابتة وتأليفُ الحكومة يكون من خلال المعايير الدستورية
ودعت مصادر سياسية مسيحية إلى ضرورة التفريق بين المصالحة القواتية- العونية وبين تفاهم معراب، وأوضَحت لـ"الجمهورية": "أنّ ما يسعى اليه البطريرك هو الحفاظ على المصالحة، أمّا "تفاهم معراب" الذي يتضمّن اتّفاقاً بين حزبَين على توزيع المناصب الرسمية السياسية والادارية في ما بينهما فلا علاقة لبكركي به أساساً وهي ليست في وارد رعايته، خصوصاً أنّ هناك احزاباً وقوى سياسية مسيحية لم تشارك في هذا الاتفاق، وبالتالي فإنّ تصوير تشجيع البطريرك كلّاً من "القوات" و"التيار" على عدم الاصطدام السياسي والإعلامي وكأنه غطاءٌ كنَسي لهذا الاتفاق لا علاقة له بالواقع بمعزل عماّ إذا كان من يُسوّق لذلك يقوم بما يقوم به من باب عدم المعرفة بموقف الكنيسة أو عن سوء نيّة وتعمَّد تصويرَ موقف البطريرك على غير حقيقته".
وشدّدت المصادر على "أنّ بكركي مؤتمنة على الجانب الأخلاقي من التفاهم على قاعدة طيّ صفحةِ الماضي وإنهاء الخلافات، إنّما الموضوع السياسي، أي المرتكز على توزيع المغانم والحصص، فهذا يعني الحزبَين ولا علاقة لبكركي أو لأيّ مرجعية روحية بهذا الموضوع".
التأليف حاضر أيضاً
وقالت مصادر سياسية لـ"الشرق الأوسط": "المصالحة غير قابلة للنقاش بالنسبة إلى كل الأطراف، ولا عودة إلى الماضي، أما الاتفاق السياسي فسيكون قيد البحث انطلاقا من قناعة الطرفين، وما نصت عليه أيضا رسالة الراعي الذي طلب وضع آلية للتواصل عبر لجنة مشتركة، مع تأكيده على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة وتسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري".
وفي هذا السياق علمت "النهار" ان عدداً من المخارج الحكومية قد طرح ما قد يدحض فكرة ان العقدة المسيحية وحدها هي المشكلة، وهذه المخارج باتت في عهدة الرئيس المكلف. وقد اطلع ان الرياشي وكنعان ليل أمس كلاً من رئيس حزب "القوات" سمير جعجع والوزير باسيل على أجواء اللقاء في الديمان، وسيلتقيان الرئيس عون لهذه الغاية. وتحدث بعض المعلومات عن عدم استبعاد لقاء يجمع جعجع وباسيل من دون تحديد موعد محتمل لهذا اللقاء.
وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى أن رياشي نقل إلى البطريرك أجواء اللقاء، الذي جمع مساء أول من أمس جعجع والحريري، حيث أبدى رئيس "القوات" استعداده للتنازل في مطلبه الحكومي، ضمن الحد الأدنى الذي يعكس حجم القوات النيابي، مع تأكيدها على أن المعطيات الحالية لا تشير إلى قرب تأليف الحكومة، في ظل التباينات المستمرة والعقد العالقة، وأهمها المسيحية والدرزية.