تحت عنوان واشنطن تُبلِّغ: حديثٌ آخر إذا كانت حكومة "حزب الله"!، كتب طوني عيسى في صحيفة "الجمهورية": من المؤكد أنّ لبنان مقبل على مرحلة صعبة يكون فيها محور تجاذب حادّ بين واشنطن وطهران. فإدارة الرئيس دونالد ترامب تبدو عازمةً على أن تحزم أمرَها ضد إيران و"قصقصة" أجنحتها في عدد من دول الشرق الأوسط. ويستعدّ ترامب لإنجاح خطته من خلال طاقم ديناميكي في الإدارة. وهذا يعني أن على لبنان أن يتوقع انعكاسات مباشرة وبالغة التأثير عليه، ولا سيما في ما يخصّ وضعية "حزب الله" ومدى تأثيره على قرار الدولة.
في الأسابيع الأخيرة، تواترت الرسائل الأميركية إلى لبنان، ولا سيما منها ما يتعلق بالملف الحكومي. وتبدو العقبات التي يسعى الرئيس سعد الحريري إلى تذليلها وكأنها ذات طابع محلّي، وتتعلق بالنزاع على الحصص والحقائب بين القوى المتنازعة سياسياً وطائفياً ومذهبياً، فيما هي أساساً عقبات ذات طابع إقليمي ودولي.
ويقول العارفون: العقبات الحقيقية أمام التأليف تتمحور حول السؤال الآتي: لمَن ستكون السيطرة في الحكومة العتيدة، على مدى أربع سنوات ستشهد استحقاقات محلية حسّاسة جداً وتطورات إقليمية يمكن وصفها بالمصيرية؟
وفي عبارة أكثر وضوحاً، العقدة الأساسية هي: كيف سيتمكن الحريري من تأليف حكومةٍ لا يسيطر عليها "حزب الله"، فيما هو وحلفاؤه باتوا اليوم الغالبية في المجلس النيابي، وفي استطاعتهم عرقلة التأليف إلى أجَل غير مسمّى، بل نسف عملية التكليف من أساسها، إذا استخدموا أوراقهم كلها، وهي متعدّدة ومعروفة وتمّت تجربتها في محطات سابقة.
ولذلك، يراهن الحريري على الوقت "حَلّال المشاكل"، لعلّ الفرج يأتي عندما ييأس الجميع ويستسلمون للأمر الواقع وتوازنات القوى. لكنه، في أيّ حال، ليس في وارد ارتكاب خطأ بتأليف حكومة يكون فيها القرار لـ"حزب الله" وحلفائه، سواءٌ السنّة أو المسيحيين (خارج عون و"التيار الوطني الحرّ") أو الدروز. فلا السعوديون يستسيغون ذلك، ولا الأميركيون يسمحون به.
وفي هذا السياق، يتحدث المطّلعون على مجريات الحراك الديبلوماسي الأميركي في بيروت عن تحذيرات واضحة وجّهتها واشنطن عبر سفيرتها إليزابيت ريتشارد إلى سائر المعنيين بعملية تأليف الحكومة، ومنهم الحريري، ومفادها أنّ واشنطن تريد أن يتمّ بأسرع وقت تشكيل حكومة تتولّى إدارة شؤون لبنان في هذه المرحلة، وهي مقتنعة بأنّ ذلك سيحصل، لكنها لن تتهاون إطلاقاً في حال أصبح قرار الحكومة في يد "حزب الله".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(طوني عيسى - الجمهورية)