Advertisement

لبنان

دروس من المونديال: سقوط أسطورة "القوي"

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
13-07-2018 | 05:08
A-
A+
Doc-P-493021-6367056700986686005b48608669e63.jpeg
Doc-P-493021-6367056700986686005b48608669e63.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

في الطريق إلى نهائيات كأس العام الأحد المقبل بين الفريقي المنافسين على البطولة، فرنسا، المرشحة الأولى لحصد اللقب، وكرواتيا التي شكّلت مفاجأة المونديال الكبرى، يمكن استخلاص بعض العبر التي حملتها هذه النسخة من العرس العالمي الرياضي، ويمكن أيضا أسقاطها على السياسة. أليست السياسة في بلادنا لعب بلعب، وليست تنافساً للصالح العام وتحقيق المكاسب؟

في الشأن الكروي، يجمع المتابعون أنّ موسكو 2018 هو "مونديال المفاجآت" إذ مرّ باهتاً بسبب غياب "لمسة الكبار"؛ من غياب منتخبَي ايطاليا وهولندا عن البطولة، مروراً بتوديع المنتخب الألماني، بطل النسخة الماضية من المونديال، من الدور الأول، ليتوالى بعدها خروج المنتخبات الكبيرة المرشّحة لإحراز اللقب واحداً تلوَ الآخر، من برتغال رونالدو، إلى أرجنتين ميسي وبرازيل نيمار وغيرهم، ومع تحطم أسطورة "الفريق القوي" تحطمت مشاعر عشرات ملايين المشجعين حول العالم، وفي ذلك عزاء للمنتخبات العربية التي خرجت مبكراً جداً آخذة الطريق من أوله.

لكن في المقلب الآخر من المشهد، بدا أنّ هذه النسخة من كأس العالم ابتسمت للمجتهدين وأصحاب الأداء الجماعي، الصلب والراقي، على أرضية الملعب ومنهم منتخب كرواتيا، بدلاً من ابتسامِها للأسماء الرنّانة وأصحاب المهارات الفردية.

من مشاهدات المونديال المعبرة، مشهد رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، وهي تتفنن في دعم فريق بلادها، على المدرجات ومع اللاعبين، وفي حال كتب لفريق بلادها أن يحرز الكأس ستكون بلا شك نجمة تضاهي نجومية لاعبي الفريق. 

غرابار كيتاروفيتش تولت الرئاسة سنة 2015 وبلدها يعاني من أزمات كبيرة، في مقدمها أزمة اللاجئين وتحّكم العسكر تضخم الديون الخارجية، لكنها أقدمت على خطوات اصلاحية واسعة، سياسية وعسكرية واقتصادية، ساهمت بتعزيز شعبيتها أمام منافسيها وبرسم صورة مشرقة عن مستقبل بلادها. لكن بعد بروز نجمها على هامش المونديال سوّق لها الناشطون في لبنان والعالم العربي سجلاً خيالياً من البطولات يعكس من جهة اليأس من الزعامات المتحكمة، ومن جهة أخرى الطموح للقائد المنقذ، الشجاع، الشفاف والخارق. فهي وفق هؤلاء "باعت (الطائرة الرئاسية) الخاصة! وباعت سيارات نقل الوزراء!! وأودعت عوائدها لخزانة الدولة!؟   
رفضت بيع وتخصيص مؤسسات القطاع العام الاستراتيجية!!    
خفضت راتبها إلى (30%) ليتساوى مع متوسط مرتبات عامة الناس!!      
عندما تسافر في مهامها الخارجية تحجز في رحلات الطائرات العادية؟      
خطبت في شعبها وقالت لن نقترض من البنك الدولي ولو متنا جوعا.!!      
وقالت لن نستدين إلا لغرض المشاريع الربحية التي تدر دخلا لخزينة الدولة!!      
ألغت الضرائب على محدودي الدخل!؟    
حاربت الفساد في كل دوائر الدولة!؟
جعلت من بلدها الذي خرج منذ سنوات قليلة من حرب أهلية الى واحدة من الدول المتقدمة إقتصاديا والمستقرة والمزدهرة!!".. وإذا كان التناقض ومخالفة الواقع واضحاً في هذا الكلام فإن ما تشتهيه مخيلة كاتبه أوضح.       
في لبنان، وعلى أمل أن يشارك يوماً ما في كأس العالم، ثمة مونديال من نوع آخر. معاناة اللبنانيين التي لا تنتهي مع أوجاع الكهرباء، والإسكان، والفساد، والبيئة، والبطالة، والركود، وغياب الخدمات، في مقابل جولات لا تريد أن تنتهي لتشكيل فريق حكومي يواجه التحديات الكبيرة القائمة. أما ماذا سيحقق هذا الفريق في مبارياته، وماذا سيسجل من أهداف فيمكن التكهن بكل السيناريوات.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك