يحاول "التيار الوطني الحرّ" منذ عدّة أيام، نقل خطابه السياسي والإعلامي من معركته مع "القوات اللبنانية" على الحصص الوزارية، والتي أثّرت سلباً على شعبية الطرفين، إلى معركة سياسية أخرى، أو الأصح إلى عناوين سياسية مغايرة تعطي نتيجة أكثر ربحاً على المستوى الشعبي، وتريح المفاوض العوني، وفق حساباته.
ووفق مصادر مطلعة فإن "التيار الوطني الحرّ" سيسعى بشكل أساسي إلى تنويع نقاط خطابه السياسي، وإذا كان نقل خطابه السياسي المتعلق بالحكومة من الإشتباك مع "القوات" إلى الإشتباك مع "الإشتراكي"، النقطة الأولى التي ستساهم في شدّ العصب العوني، فإن النقطة الثانية التي سيبدأ بالترويج لها تتعلق بإعادة النازحين السوريين، خصوصاً أنه بدأ بالحراك العملاني للمساهمة إلى جانب "حزب الله" بإعادتهم.
ويعتقد "التيار"، وفق المصادر ذاتها، أن بعض القوى السياسية ترفض عودتهم، وعلى رأسها الحزب "الإشتراكي" و"القوات اللبنانية" لذلك فهو سيستغل مسألة النازحين لإعادة تعويم نفسه على المستوى الشعبي، وإعطاء نفسه شرعية أمام بيئته ويستغلها أيضاً في مفاوضات التأليف.
وتلفت المصادر إلى أن النقطة الثالثة التي سيسعى "التيار" إلى إعتمادها في خطابه السياسي، هي مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن حصوله على الثلث المعطل يعيد موقع الرئاسة إلى التأثير السياسي "الذي يبحث عنه المسيحيون".
وتعتبر المصادر أن هذه النقاط سيستفيد منها "التيار" شعبياً وتكتيكياً في مفاوضات التأليف، إذ سيؤدي الأمر إلى أن تخفيف الضغط عنه خلال المفاوضات بسبب الغطاء الشعبي الذي يتوقع حصوله عليها بفضل خطابه السياسي المستجد.