بتصفح سريع لتغريدات الناشطين على "تويتر" وتحديداً هاشتاغ #لبنان_بدو، يشعر كلّ منّا أنّ هذه التغريدة أو تلك هي لسان حاله. يعبر "المغرّدون" بطرافة معهودة تُخفي في طّيّاتها مرارة كلّ لبناني في بلدٍ يفتقد أبناؤه أبسط حقوق العيش الكريم. لقد بلغ اليأس عند البعض الى ذروته، فهو يحلم بترك وطنه لكنّه بالمقابل يخاف أن يفوته عرض البطاطا في سوبر ماركت "سبينس" ٢ كيلو بألف ليرة.
يستغرب أحد المغرّدين من عنوان التراند #لبنان_بدو، فـ " لبنان ما بدو شي: البحر نضيف وما في تلوّث .. الكهربا جايي ٢٤|٢٤. الليرة ما في خوف عليها . ما في تزوير بالإنتخابات ومافي فاسدين بالحكم .. المطاعم والأوتيلات أسعارها بالأرض والمسؤولين عم يستغربوا ليه عم نسافر لبرّا.
بقراءة بسيطة لآلاف التغريدات، يمكنك أن تلمس اتّساع الهوّة بين المواطن والمسؤول ، فالبلد بدو "حكومة واقفة بين الشعب مش فوقو.. بدو اصلاح وناس تعرف قيمتو بدو قوانين صارمة بدون تمييز، بدو أخلاق، بدو قيادات نظيفة بدون سمسرات وصفقات".
يصل اليأس عند بعض المغرّدين الى قمّت،ه فيتمنى للبلد أن يأتي زلزال يقشّو ويرجع يتعمر من جديد ، أو أن تندلع فيه حرب عالميّة تحرق الأخضر واليابس، ومن أفرط في التفاؤل يرى أنّ لبنان بدو "update" أو "format".
أيّها المسؤولين هل أنتم تعيشون فعلاً في هذا البلد وعلى هذا الكوكب وتعرفون #البلد شو بدو ؟.. هل تهتمون فعلا بما يريده الشعب ؟
التجربة حتّى الآن تشي عكس ذلك.. لقد غرّد أحد الناشطين على "تويتر":" مواطن لبناني عثر عليه مرتاح البال ويشعر بالسعادة والتفاؤل، تمّ إلقاء القبض عليه وجاري التحقيق معه لمعرفة الأسباب".
هي ليست نكتة على الإطلاق هي عبارة تجسّد أنّ أبناء هذا البلد باتوا يشعرون أنّ سعادتهم باتت من الممنوعات.
راقبوا ارتفاع معدّل الإنتحار، لاحظوا ازدياد جرائم القتل، السلاح المتفلّت، موت الناس على أبواب المستشفيات، تقلّص فرص العمل، وقبل أن "تتناحروا" على هذا المقعد الوزاري أو ذاك إعلموا أنّ الشعب الذي منحكم ثقته ومنحتموه وعودكم، يتمنى لو تعود به عقارب الزمن الى الوراء !.