الى أرض القداسة.. تعود ذخائر القديسة مارينا في عيدها الذي يصادف في 17 من تموز، بعدما كانت نُقلت منذ زمن بعيد الى ايطاليا في ظروف غير معروفة.
وفي أول زيارة، تصل ذخائر القديسة مارينا الى مطار بيروت الثلثاء، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق لاستقبالها، على تُنقل الذخائر بسيارة مكشوفة من المطار إلى المقرّ البطريركي الديمان.
رحلة الذخائر في لبنان، تستمرّ من 17 حتى 23 تموز، حيث ستقام القداديس والاحتفالات للمناسبة بمشاركة المؤمنين، قبل أن تُنقل الذخائر الى مغارة القديسة مارينا في وادي قنوبين، ليتسنّى للمؤمنين الصلاة والتبرّك منها.
من هي القديسة مارينا؟
مارينا، هي أولى القديسات التي عاشت في لبنان، ومن فضائلها أنها حملت خطيئة غيرها تشبهاً بيسوع الذي حمل عنّا خطايانا، وقصتّها بحسب الرواية المعتمدة في الكنيسة المارونية، توضح السبب.
وُلدت مارينا في القلمون قرب طرابلس في القرن الرابع، توفيت والدتها في سنّ مبكّرة، فزهد والدها بحياة الدنيا وقرر أن يتبع حياة الرهبنة القاسية. إصطحب الرجل ابنته معه الى الدير، بعدما ألبسها زيّ الرجال، وترهبا معًا في دير قنوبين في الوادي المقدس، ودعيت الأخ "مارينوس" الذي عُرف عنه زهده وايمانه الشديد.
وفي ذات يوم، أرسل رئيس الدير "الأخ مارينوس" (القديسة مارينا) في مهمة إلى إحدى القرى، فاضطر أن يبيت عند أحد أصدقاء الرهبان وله ابنة صبية كانت قد سقطت في الزنى وبان حبلها، فأخبرت والدها زورًا أن الذي اغتصبها هو الأخ مارينوس في الليلة التي بات فيها عندهم. غضب الوالد وأخبر رئيس الدير الذي سارع إلى طرد مارينوس، الذي رضخ للأمر من دون أن يدافع ولو بكلمة عن نفسه واستمر على باب الدير مصليًا باكيًا يعيش من فتات الرهبان.
وبعد مدة من الزمن، ولدت الإبنة صبيًا جاء به والدها إلى مارينوس قائلاً له "ربِ إبنك!". فأخذه مارينوس وشرع يربيه ويغذيه مما يتكرم به الرهبان من حليب ماعز الدير.
وعندما توفي مارينوس، كـُشف سرّه، بعدما همّ الرهبان بتجهيز جسده لدفنه خارج الدير، فجثا رئيس الدير ومعه لفيف الرهبان مستغفرين مارينا عما أساؤوا إليها.
فيلم عن حياتها
شكّل الفيلم اللبناني بعنوان "مورين القديسة المتنكرة" morine: the transvestite saint للمخرج طوني فرج الله، مدخلاً لإسترداد رفات القديسة مارينا من مكان دفنها في روما، وهو الأمر الذي قام به رجل الأعمال اللبناني فيليب زيادة.
والفيلم، هو عبارة عن ميلودراما عن حياة القديسة "مورين"، التي عانت الكثير من العذابات والظلم والمهانة في حياتها مما إضطرها للتنكر في شكل وزي فتىً وخدمة الكنيسة بصدق، وظلت تناضل بصمت حتى توفيت وإنكشف جنسها ودُفنت كما ولدت أنثى لها كل الإعتبار والإحترام بعيداً عن كل الإستنتاجات.