رفض وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي في مقابلة مع "MTV"، الدخول في تفاصيل نسف تفاهم معراب بإفشاء سريته وقال: "بسبب اعتمادنا التهدئة لا اريد الدخول في الموضوع، انما أقول بأن الامر ليس إفشاء للسرية بقدر ما هو توضيح لنقاط خلافية أثيرت حول هذا الاتفاق وحملته محملا غير دقيق. لذلك كشفنا عن مضمونه المرتبط تحديدا بموضوع الحكومة، ثم كشف التيار الوطني الحر لبنود الاتفاق بشكل كامل. ليس هناك ما هو معيب انما أخذ صفة السرية لاسباب أتحفظ عن ذكرها اليوم وربما أذكرها في مذكراتي لاحقا".
وعن الانتقادات بشأن تقاسم السلطة بين الفريقين، قال الرياشي: "إننا نحبذ هذه الثنائية وهي كانت مهمة جدا ولها دور استراتيجي أساسي في استعادة التوازن الوطني، وملء الفراغ في رئاسة الجمهورية، ولكن إقصاء الآخرين لم يكن ملحوظا أبدا في الاتفاق الذي لحظ ان تتوزع الاحجام الوزارية مناصفة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وذلك بعد احتساب حصة رئيس الجمهورية، ولكن هذه الحصة ليست فقط للتيار الوطني الحر انما ايضا لحلفائهم. وهذا ليس كلاما فقط انما وقائع، والدليل ان القوات اللبنانية في الحكومة الاولى التي نصرف الاعمال فيها حاليا، أثبتت بالواقع، علما اننا لم نأخذ كل حصتنا انما وزرنا النائب السابق ميشال فرعون، ان موضوع الاقصاء غير مطروح ولا يمكن لاي طرف إقصاء الاخر في لبنان لان كل الاحجام ظاهرة للعيان. ومن يقصي يقصى في المستقبل وهو من يعرض نفسه للاقصاء. ان هذا المنطق غير مطروح أبدا، ومن يقرأ الاتفاق عليه ان يقرأه بنية حسنة لا بنية سيئة".
وأشار الى أن "الاتفاق جدي جدا، ويلحظ مصالح المسيحيين ولبنان بالدرجة الاولى سواء بإشارته الى القانون الانتخابي او انتخاب رئيس الجمهورية وتمثيل السنة ورئاسة الرئيس الحريري للحكومة"، معتبرا أن دعوة النائب شامل روكز الى عقد اتفاق جديد، "كلام يتعين على التيار نفسه ان يجاوب عليه".
وأكد "تمسك القوات اللبنانية بتفاهم معراب والتزامها بنصه، وعدم خرق الهدنة الاعلامية الا اذا اضطرت لذلك".
وتطرق الى الجلسة التي عقدت مع رئيس الجمهورية والتي "كان لها بعد جديد واعتبارات أساسية بملامح العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر"، داعيا الى "انتظار الايام المقبلة وكل شيء بآوانه".
وعن تأليف الحكومة وتعثرها، قال الرياشي: "ان تأليف الحكومة وتوزيع الاحجام فيها هو المشكلة الاساسية. هناك اصرار من الحكيم على عدم نقل اي صراع داخل السلطة الى الشارع او إعطائه حجما اكبر من حجمه الطبيعي. ونحن نطمئن الجميع الى ان ما يحصل له علاقة بالتنافس السياسي الطبيعي بين الفريقين لا أكثر".
أضاف: "القوات اللبنانية لا تريد اكبر من حقها وحصتها وحجمها الانتخابي ووزنها السياسي. صحيح ان بعض الفئات تريد حصصا اكبر من حجمها، انما لا أعتقد أن الرئيس يقصد بكلامه القوات اللبنانية لأن مطلبها وما تريده معروف. القوات تتعاطى مع الكلام الصادر عن رئيس الجمهورية من جهة، والكلام الصادر عن الوزير (جبران) باسيل من جهة اخرى، نحن لا نفرق او نجمع بينهما، انما نتعاطى مع الحدث كما هو. هناك اشكالية حقيقية في الحكومة على الحصة الدرزية والمسيحية والسنة من خارج تيار المستقبل. في النهاية القرار في التأليف يعود للرئيس المكلف".
ونفى علمه بوجود "خلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف"، وقال: "هناك اجماع من معظم الكتل النيابية على الرئيس الحريري ليؤلف حكومته".
وعن انتقادات "القوات" المستمرة للعهد، قال: "النقطة الخلافية كانت حول موضوع استجرار الطاقة عبر البواخر لانه لم يمر على ادارة المناقصات".
وردا على سؤال لماذا لم يسهل موضوع "تلفزيون لبنان" ووقف ضد رئيس الجمهورية، قال: "هذا الامر غير صحيح، احترمنا آلية التعيينات المقررة من قبل مجلس الوزراء، أي حسب الكفاءة والنزاهة عندما اخترنا رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان. أخذت اسماء ثلاثة مرشحين وأعطيتها الى رئيس الجمهورية ونقلت اليه رسالة الحكيم ان يختار من يريد ونحن سنصوت معه، بعدها جرى ربط هذا الملف بملف الوكالة الوطنية ورفضت هذا الامر ولي أسبابي، ولذلك جرت العرقلة. هذا الامر ليس ضد العهد، لقد احترمت العرف القائل بأن رئيس الجمهورية هو من يختار رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان، واحترمت نفسي عندما طبقت الالية التي تسمح لكل اللبنانيين بالتقدم الى مركز قيادي في الدولة. كيف أكون ارتكبت خطأ ضد العهد؟ او كيف يكون سمير جعجع ارتكب الخطأ ضده؟ نحن ندعم العهد بمنطق العهد".
وردا على سؤال عن لقاء جعجع - باسيل، شدد الرياشي على ان "لا مانع منه، ولكن الموضوع الحقيقي للاجتماع لم ينضج بعد"، كاشفا انه "بانتظار جواب من النائب كنعان في هذا الاطار للتحرك"، لافتا الى انه "يمكن ان يحصل بأي وقت اذا دعت المصلحة لذلك".
وتوقف عند الاجتماع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقال: "شدد الراعي على ما يطالب به الحكيم والرئيس عون بأن المصالحة خط احمر وممنوع المس بها، فهي تتعلق بالمسيحيين في لبنان والاغتراب، وان اي تنافس يجب ان يكون تنافسا رياضيا، وركز على ضرورة لم الشمل بيننا وعدم اقصاء اي احد."
ونفى "وجود اي ضغوط من السعودية على الحريري لاعطاء حصة وازنة للقوات، والا لكانت مارست ذلك قبل الانتخابات النيابية للتحالف معنا. ونستند بكلامنا الى الوقائع. الرئيس الحريري يخوض الانتخابات على اساس مصلحة الوطن ومصلحته مع حلفائه الاستراتيجيين"، مبديا اعتزازه ب"الصداقة مع السعودية او اي دولة صديقة للبنان".
وردا على سؤال عن العلاقة مع "حزب الله"، قال: "تجمعنا امور كثيرة مع حزب الله فقد عملنا سويا في الحكومة والتقينا بعدة نقاط وتساعدنا بها، تجمعنا قضية الانسان، ويفرقنا اختلاف عقائدي على مختلف امور الساعة كقتالهم في سوريا وامتلاكهم السلاح خارج الدولة. نحن لا نتفاوض معهم لاننا حزبيون بعيدون الى حد ما في السياسة، ولكن نتواصل ونعمل بما يخدم مصلحة الدولة".