Advertisement

لبنان

صلاحيات رئاسة الحكومة على المحك والحريري يدافع عنها بمعركة صامتة

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
20-07-2018 | 05:35
A-
A+
Doc-P-495176-6367056717033654825b5184fb06736.jpeg
Doc-P-495176-6367056717033654825b5184fb06736.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ليس من مؤشرات في الأفق السياسي عن دخان أبيض يعلن ظهور التشكيلة الحكومية، بمقدار اتكال الاطراف المعنية على عامل الوقت بدل مواجهة المشاكل لتبديد العقد، فقد عاكست الخلافات المستحكمة كل التوقعات عن ولادة حكومية سهلة في حكومة أطلق الرئيس عون عليها "حكومة العهد الاولى"، وباتت الازمة الناشبة بين المكونات السياسية المختلفة تلامس حدود تهديد أسس التسوية الرئاسية ما بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر".

الاشتباكات المتعددة على جبهات مسيحية أو درزية أو حتى سنية، حرفت الانظار من تحديد الاحجام والاوزان عقب الانتخابات النيابية الى ما هو أعمق بكثير تحت عنوان استنقاذ مهلة التكليف، ما فرض على الرئيس المكلف خوض معركة صامتة بوجه العهد وحزبه أي التيار الوطني الحر عنوانها الدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة .

كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاخير مع الزميلة مرلين وهبة في "الجمهورية" ولد انفجارا عندما أعلن عن نهاية مهلة التكليف، الامر الذي تلقفه سريعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة عبر جريدة "الرأي" محذرا من المس بمواد الدستور والاعراف السياسية والتي لا تلزم رئيس الحكومة بمهلة زمنية محددة .  

الملفت بأن كلام باسيل عن مهلة التأليف لم يأت من فراغ عندما قرن تحذيره من نهاية مهلة التأليف باقتراح تشكيل حكومة أمر واقع حدد مواصفاتها "حكومة تعكس التمثيل الشعبي اي أمر واقع شعبي"، فمنذ بداية انطلاق المشاورات واحتجاج القوات على حصتها كما رفض الحزب التقدمي الاشتراكي الانضمام الى الحكومة إلا بحصة درزية كاملة، عمد باسيل لتطوير فكرته من استثناء القوات نحو الاستغناء عن حكومة الوحدة الوطنية نحو تشكيل "حكومة أمر واقع".

غير ان تعقيدات تشكيل الحكومة صبت لمصلحة الحريري رغم كل الضجيج السياسي في بيروت، فلا يخفى على أحد الانزعاج السعودي من نتائج الانتخابات النيابية بفعل تفصيل قانون صب لصالح حزب الله وحلفائه في لبنان، كما بات معلنا موقف تيار المستقبل لجهة خسارة عدد من مقاعده جراء تحالفه مع التيار الوطني الحر عكس ما كان سيجري في حال التحالف انتخابيا مع القوات.

ووفق المطلعين،  فإن الحريري سيصبح أكثر تشددا في المرحلة المقبلة مستفيدا من جرعات القوة بعد حالة الوهن السياسي ما جعلته الحلقة الاضعف بين ضراوة الصراع القائم لتقاسم مقاعد الحكومة، فضلا عن هدية مجانية مفادها دفع الاتهام عن نفسه بالتماهي الكامل امام العهد وباسيل شخصيا والاثمان الباهظة التي تكبدها المستقبل بفعل التسوية مع التيار الوطني الحر، والتي لن يتأخر الحريري من صرفها سريعا خلال زيارته الرياض الاسبوع المقبل .  

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك