تزامناً مع الدعوات الأميركية إلى تغيير النظام في إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي وفرضه عقوبات جديدة على طهران، حذّرت مجلة "فورين بوليسي" المسؤولين الأميركيين من أنّ النظام الإيراني، إذا ما تغيّر، سيشكّل خطراً أكبر عليها وعلى إسرائيل.
وفي تقريرها، أكّدت المجلة الأميركية أنّ النظام الإيراني ليس ضعيفاً كما يعتقد البعض، موضحةً أنّ عامليْن يثبتان أنّه ليس على شفير الإنهيار:
- برهن النظام الإيراني خلال العقود الأربعة الماضية أنّه قادر على الصمود في وجه العقوبات الاقتصادية التي ازدادت شدة على مر الأعوام المتعاقبة.
- لا تقف معارضة منظمة قادرة على الإطاحة بالنظام وراء موجة الاحتجاجات التي شهدت عليها إيران خلال الأشهر الفائتة، على الرغم من أنّ هذه التظاهرات تعكس الاستياء الشعبي من تردي الوضع الاقتصادي والفساد وسوء إدارة الموارد.
وعلى الرغم من استبعاد المجلة تغيير النظام الإيراني، ألمحت إلى أنّ الشخصيات التي يرغب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ومحامي ترامي رودي جولياني وغيرهما في وصولها إلى الحكم تتمثّل بمنظمة مجاهدين خلق.
وفي تعليقها، أوضحت المجلة أنّ فرص هذه المنظمة في الوصول إلى الحكم ضئيلة، فلا تتمتع بقاعدة شعبية داخل إيران، إذ يُعتبر أعضاؤها خونة بسبب تعاونهم مع الرئيس العراقي صدام حسين خلال الحرب العراقية-الإيرانية وعملياتهم في البلاد خلال ثمانينيات القرن الفائت، ناهيك عن أنّ العلمانيين وجيل الشباب، المنتقدين للنظام، يرونهم متطرفين أكثر من المتشددين، وفقاً لما أوردت.
في السياق نفسه، افترضت المجلة حصول أحد هذين الاحتماليْن: غرق البلاد في الحرب الأهلية من جهة، وهو أمر كارثي بالنسبة إلى استقرار المنطقة، وسيطرة الجيش الإيراني على الحكم بإسم إعادة النظام من جهة ثانية، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، على حدّ قولها.
ورأت المجلة أنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يُعدّ الشخصية الأوفر حظاً لقيادة انقلاب من هذا النوع، مبينةً أنّه أكثر الرجال إثارة للخوف في نفوس الصقور الأميركيين، وواصفةً إياه بالعقل المدبّر للعمليات العسكرية الإيرانية في العراق ولبنان سوريا.
وشرحت المجلة أنّ سليماني يُعتبر بطلاً في إيران بشكل متزايد بسبب دوره في قتال "داعش" في سوريا والعراق، مستدركةً بأنّه يتمتع بالسلطة التشريعية للتدخل، فتندرج حماية النظام الثوري من التهديدات الداخلية والخارجية في إطار المهام المسندة إلى الحرس الثوري.
وتابعت المجلة بأنّ سليماني يتمتع بالقوة على المستويين التشريعي والعملية للتعامل مع الاضطرابات المدنية في بلاده، إذ ما حصلت، مشيرةً إلى أنّه سيصبح القائد وصانع القرارات بالأمر الواقع، إذا لم يصل إلى الحكم.
وعليه، حذّرت المجلة من أنّ السياسة الأميركية القاضية بفرض ضغوط قصوى على إيران قادرة على أن تدفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى عيش أسوأ الكوابيس، إن نجحت.
(ترجمة "لبنان 24" - FP)