Advertisement

لبنان

"اللواء السيد" والثنائي الشيعي والمعركة المستحيلة

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
21-07-2018 | 01:55
A-
A+
Doc-P-495400-6367056718607562165b52b5e8df8c2.jpeg
Doc-P-495400-6367056718607562165b52b5e8df8c2.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

لطالما لعب الكثيرون على وتر غياب الكيمياء السياسي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب اللواء جميل السيد لغايات في نفس أطراف حزبية يحكم التباعد علاقتها مع عين التينة، إلى حد الغمز مراراً، بأن المستقبل السياسي لـ"السيد"سيكون واعداً، وأنه قد يصبح رئيساً للبرلمان بتوافق "حزب الله" في مرحلة لاحقة.

لم تكن في محلها، تلك التوقعات والرهانات، تقول مصادر شيعية مطلعة جداً على موقف قيادتي حارة حريك والمصيلح لـ"لبنان24"، من منطلق تأكيد السيد حسن نصر الله مراراً أن بري مرشح "حزب الله" وحركة "أمل" و"المقاومة" لرئاسة مجلس النواب ولا نقاش في ذلك. وتذهب المصادر بعيداً في قراءتها الواقع بالإشارة إلى أن لا رئيس مجلس، لا يحظى برضى "الاستاذ"، كل ذلك بمعزل عن أن "دولته المستقبلي" يجب ألا يكون شخصية استفزازية لأي فريق داخلي أو خارجي.

هذه الحساسية بين رئيس البرلمان والرجل الأمني الذي نجح في عمله المؤسساتي باعتراف أهل السلطة، لم تخرج يوماً إلى العلن كما هي الحال عليه اليوم. فلطالما كان "حزب الله" ضابط إيقاع ناجحاً في منع تدحرج كرة التراشق الكلامي إلى العلن على خط الحركة – السيد.

فما الذي تغير؟ وهل فعلاً "حزب الله" غير راض عن أداء النائب اللواء؟

تشدد المصادرالشيعية نفسها على أن السيد لجأ، منذ ما قبل الانتخابات النيابية، إلى تمييز نفسه عن "حزب الله"، فاتخذ خطابه منحى آخر عن خطاب لائحة "الامل والوفاء"، بمعزل عن إيمانه الثابت بمبادئ المقاومة ودورها الفعال في محاربة الإرهاب وإسرائيل.

تظهرت استقلالية السيد بالحيثية وبالخطاب والخصوصية البقاعية، لا سيما أنه دخل الندوة البرلمانية عن المقعد الشيعي الذي كان لصالح النائب البعثي عاصم قانصوه، علما أنه ينتمي جغرافياً إلى قضاء زحلة، مع تأكيد المصادر المقربة جداً من "حزب الله"، أن تبني حارة حريك لترشيحه أتى انسجاماً مع حالة سياسية كان يمثلها قانصوه بأبعادها السياسية المحلية والسورية. وعلى رغم أن الأمر كان قد أثار حساسية الرئيس بري، بيد أن أصحاب الراية الصفراء نجحوا في معالجة "الامتعاض الحركي" منذ اللحظة الأولى لقرار الترشيح، بضمانات غير معلنة تمثلت بضبط جموح طموح السيد السياسي بحدود النيابة، مؤكدين للمعنيين في "أمل" عدم تبني المقاومة للبعد الزعامي لطموح اللواء.

لا شك في أن 33 ألف صوت التي حصل عليها النائب اللواء عززت له هامش المناورة على الصعيد البقاعي الشمالي وعلى الصعيد الوطني. فهو ركز منذ أن كان مرشحاً على ما يعانيه أبناء بعلبك – الهرمل اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، خاصة أن الاحتجاجات علت في تلك المنطقة عشية استحقاق 6 ايار على سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة وغياب المشاريع الإنمائية، مهددة المعنيين بمحاسبتهم في المرحلة المقبلة، في حال لم ينظروا إلى الوضع المزري في المنطقة.

كان خطاب النائب اللواء، وفق المصادر نفسها، خطاب تحريض للبقاعيين للثورة ضد الحرمان، لكن خطأه تمثل بربطه حرمان منطقتهم بإنماء الجنوب، مع تشديد المصادر على أن  السيد يدرك أن الواقع التاريخي لمنطقة البقاع الشمالي، سابق لولادة المقاومة بثلاثة اضعاف.

وعلى ذمة المصادر ذاتها، فإن اللواء السيد، منذ وصوله إلى المجلس النيابي، شكل حالة عدم تناغم مع خطاب كتلة بعلبك - الهرمل، فهو من حيث يدري أو لا يدري دق اسفينا بين الجنوب والبقاع، وربما أدى خطابه إلى تداعيات سلبية على العلاقة بين حركة "أمل" و"حزب الله"، وبين الأخير وجمهوره، وهذا ما دفع النائب محمد رعد إلى القول منذ نحو 3 ايام "لا تهزمنا لا وسائل تواصل اجتماعي ولا ما يدس في وسائل التواصل الاجتماعي من عصبيات نتنة ومناطقية ومصلحية وزعامتية".

تجزم المصادر بأن "حزب الله" منزعج جداً ومربكٌ من كم المشاكل التي افتعلها السيد مع "أمل" منذ لحظة ترشحه وصولاً الى مؤتمره الصحافي الأخير الذي قرر التصويب خلاله ضد مستشار الرئيس بري أحمد البعبلكي، بغض النظر إن كان السيد يقول كلمة حق "يراد بها الحق أو يراد بها الباطل". فالحزب سيبقى محافظاً ومتمسكاً بعلاقته الأخوية الراسخة مع الحركة، ومعتزا بدور "الأستاذ" على المستوى السياسي.

وعليه، فإن "حزب الله" المحرج، وفق المصادر، من مآل الامور على قواعده وجمهوره، والرافض لزعم البعض انه متواطئ سياسياً مع "اللواء" ضد الرئيس بري، يعمل على قاعدة الحد من امتداد النار بين عين التينة والجناح، واحتواء تداعيات الإشكال الحاصل، ولا سيما أن أي تقصير من قبله لن يكون في مصلحة أحد على الساحة الشيعية المستهدفة من الخارج، مع تشديد المصادر على أن المعنيين في "حزب الله" تواصوا مع النائب السيد، وتمنوا عليه التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار إلى ما لا يخدم المقاومة ودورها، لا سيما في ضوء همس الخصوم أن "النائب اللواء " بخطابه بات يشبه "الشيخ صبحي الطفيلي من دون عمامة".

لقد خرج الثنائي الشيعي من الانتخابات مرتاحاً وغير مشرذم. أفشل المحاولات كافة التي كان تهدف  لاصطياد  "حزب الله" في صناديق الاقتراع، في حين أن أداء السيد، كما تقول المصادر الشيعية، قد يساهم في تفريغ المضمون الانتصاري للمقاومة، واعطاء فرصة للفريق المناوئ لها لاستغلال الوقائع التي حركها النائب البقاعي خدمة لأجندتهم.

يبقى أن السيد نصر الله  نجح في التوفيق في علاقته بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس بري، على رغم أن سياسته مالت تجاه عين التينة في المرحلة الأخيرة مع تعميق الهوة وازدياد الخصومة بين  رئيس المجلس ورئيس "التيار الوطني" جبران باسيل. فهل سيستطيع "حزب الله" التوفيق بين دولته واللواء؟

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك