تحت عنوان "المستقبل يتلطى وراء صلاحيات رئيس الحكومة لتبرير استسلامه للضغوط الخارجية"، كتب ميشال نصر في صحيفة "الديار": على رغم الجمود الحاصل على خط التأليف، فان ايجابية رئيس الحكومة وحسم رئيس الجمهورية على ان الاسبوع الطالع هو اسبوع الحسم، يوحيان بأن شيئا ما يجري طبخه في الكواليس، لن يكون سارا للجميع، في ظل تأكيد اطراف الصراع المباشرة على ان مواقفها التصعيدية غير مرتبطة بالملف الحكومي الذي يبقى تفصيلا جزئيا من المشهد السياسي العام في البلاد.
غير ان اوساطا متابعة تحدثت عن وجود قطب مخفية، ذات طبيعة "سياسية" بامتياز لا علاقة لها لا بتوزيع الحقائب ولا بحصة كل فريق من الكعكة الحكومية. وما يضاعف "خطورتها"، هو أنها تطال "جوهر" التسوية الرئاسية التي أبرمت بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل منذ سنتين، والتي قرر على اساسها الاخير دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وتضعها على المحك.
ورأت مصادر "برتقالية" ان التيار، وخصوصا رئيس الجمهورية، قد سلف الحريري الكثير، الا ان التيار "الازرق" على ما يبدو يحاول الانقلاب على التفاهمات والانسحاب منها.
وقالت ان رئاسة الجمهورية من اكثر الحريصين على حماية الدستور وهي ملتزمة بتطبيق اتفاق الطائف، رغم موقفها المعروف منه، ايمانا منها بعمل المؤسسات، وبالتالي فان محاولات البعض وفي مقدمتهم بعض الوزراء الذين فشلوا في ادارة وزاراتهم التصوير بان التيار الوطني الحر، وبدعم من بعبدا، يحاول الهيمنة على صلاحيات الرئاسة الثالثة ومصادرتها هو كلام لا يمت الى الواقع بصلة، وهو مردود من اساسه، داعية تيار المستقبل الى عدم الاختباء خلف هذه الحجة الساقطة لتبرير "استسلامه" للضغوط الخارجية التي تمارس عليه خدمة لمصالح جهات داخلية عملت على نصب الفخ له في تشرين الثاني الماضي.
اوساط سياسية متابعة لحركة الاتصالات في الملف الحكومي اشارت الى ان المشاورات خلال الساعات الاخيرة بينت اعتماد التيار الوطني الحر استراتيجية جديدة في معركته الحكومية تقوم على ضرب الحلفاء فيما بينهم، وبخاصة القوات اللبنانية وتيار المستقبل، اذ تبين ان العرض الحكومي الاخير الذي تقدمت به ميرنا الشالوحي يعطي القوات اللبنانية من حساب وصحن التيار الازرق، وهو ما يرفضه بيت الوسط بالتأكيد.
اما في ما خص جبهة المختارة التي يقود وزير الخارجية حربه معها، بات البيك يتحدث عنها امام زواره، فقد كشفت المعلومات ان ميرنا الشالوحي تعول على نتائج الطعون الانتخابية المقدمة امام المجلس الدستوري والتي ستشكل صدمة في منطقة الشوف كفيلة باحداث التغيير المطلوب في المواقف، وهو ما حذرت منه بعض الاوساط التي تخوفت من ردود الفعل التي قد تنتج عن اي خطوة في هذا الاتجاه، خصوصا ان الحزب الاشتراكي اكد انه لن يسمح بسرقة انتصاره الانتخابي النيابي.
(ميشال نصر - الديار)