Advertisement

لبنان

موسكو تمسك بورقة لبنان.. وسوريا ترغب بحصة في حكومة الحريري

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
23-07-2018 | 02:02
A-
A+
Doc-P-495901-6367056722618403585b5564efb2456.jpeg
Doc-P-495901-6367056722618403585b5564efb2456.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

لا شك أن مسألة عودة النازحين إلى ديارهم غير معزولة عن تطورات الملف السوري، لا سيما في ضوء خارطة الطريق الأميركية – الروسية للحل السياسي في هذا البلد. فاتصالات واشنطن – موسكو التي سبقت معركة الجنوب السوري بحثت انتشار الشرطة الروسية مع قوات الحكومة السورية في مناطق  الجنوب السوري، وإعادة الهدوء إلى الجولان والعودة إلى اتفاق الهدنة لعام 1974  ومراقبة تطبيق التفاهمات، وخروج القوات الإيرانية من الجنوب وضمان أمن إسرائيل، علما ان مصادر مطلعة على الموقف الاميركي، تجزم لـ"لبنان24" ان الوجود الاميركي شمال سوريا مستمر وغير مرتبط بالمفاوضات التي جرت.

تظهر التفاهم الأميركي- الروسي  بشكل واضح خلال قمة الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي. فالقيصر شدد على أن موسكو وواشنطن قادرتان على تولي الزعامة عالمياً في مجال تسوية الأزمة السورية وإحلال السلام في دمشق، مع إعطائه أهمية بارزة لامكانية التعاون بينهما لحل الأزمة الإنسانية في سورية وعودة النازحين من منطلق أن أعدادا كبيرة من هؤلاء موجودة في تركيا ولبنان والأردن، وتقديم المساعدة لهم سيخفض ضغط الهجرة إلى الدول الأوروبية بشكل كبير.

تجهد روسيا، بحسب مصادر دبلوماسية لـ "لبنان 24"، لحل أزمة النازحين من أجل عودتهم إلى اماكن إقامتهم. وعلى هذا الأساس انشأت مركزا خاصا في سوريا لاستقبال وتوزيع وإيواء النازحين بالتنسيق مع الحكومة السورية، بهدف عودة من غادر سوريا منذ العام 2011. ولهذه الغاية تم إعداد مراكز لاستضافة 336 ألفاً و500  نازح سوري منهم 73 ألفاً و600 في محافظة ريف دمشق، و 134 ألفاً و350 في محافظة حلب، و64 ألفا في محافظة حمص، و10 آلاف و600 في حماة، و45 ألفاً في ديرالزور، و8 آلاف و950 في القلمون الشرقي.

هذا الاهتمام الروسي، استبق بمبادرة لحزب الله لحض السوريين على العودة، نصت على تقديم النازحين الراغبين بالعودة، طلبات لمراجعتها مع الأمن العام اللبناني والجهات الأمنية والرسمية السورية، وترافقت خطوة حارة حريك مع دعوة الخارجية السورية النازحين الذين "اضطرتهم الحرب والإعتداءات الإرهابية على مغادرة البلاد العودة إلى وطنهم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين".

هذه المبادرات الحزبية المترافقة مع  عمل المديرية العامة للأمن العام  لعودة الراغبين إلى القلمون ومناطق اخرى، لا تتعدى رغم أهميتها الحل الجزئي ولا ترتقي إلى الحل الشامل، تؤكد المصادر المطلعة على الموقف الغربي.

والسؤال هل ستكون روسيا اللاعب الدولي الأبرز لحل أزمة النازحين جذريا؟

وتشدد المصادر نفسها  لـ"لبنان 24" على أن موسكو تنشط على خط حل أزمة النازحين، ولهذه الغاية سيشكل المعنيون الروس لجنة روسية لبنانية للتنسيق في هذا الأمر بالتوازي مع لجان أخرى مع الأردن وتركيا لاستضافتهما أيضا أعدادا كبيرة من السوريين، مع ترجيح المصادر أن يشهد هذا الأسبوع ترتيبات عملية لتحديد الأطر اللازمة لعودتهم لجهة عدم تعرض الحكومة السورية للمعارضين الراغبين بالمغادرة الى قراهم، وتقديم المساعدات اللازمة لهم. مع إشارة المصادر نفسها إلى أن القوات الروسية على اطلاع على أحوال المناطق السورية كافة وبالتالي فإنها قادرة على لعب دور إيجابي يحظى بدعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة.  وفي هذا السياق، فان لقاء مبعوث بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، ومستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، جورج شعبان، بحث بشكل أساس في مهمة توفير الظروف اللازمة لعودة النازحين البالغ عددهم نحو مليون واحد في لبنان وحده، في ظل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية في أسرع وقت.

وتأسيسا على ما تقدم، فإن موسكو التي أمسكت بالملف السوري بجوانبه كافة، احكمت "قبضتها" على لبنان من منطلق انه في المدى الاستراتيجي الحيوي لها. وتشدد المصادر المطلعة على الموقف الغربي على ان كل "التحركات الفردية"  لبعض الأحزاب كانت في إطار العمليات الاستباقية للتغطية على "القرار البوتيني" للايحاء أن دورها فاعل في هذا الشأن، بيد أن كل الفرقاء في لبنان باتوا على دراية ان لا صوت يعلو صوت القيصر في هذا الملف. فكل تصريحات بوتين قبل قمة هلسنكي وبعدها تدعم الرأي السائد أن الكلمة الفصل في الملف السوري وعودة النازحين أصبحت في يد موسكو.

لا ريب، أن ملف النازحين سيكون الشغل الشاغل للحكومة المرتقبة  لكن مصادر معنية بالتأليف الحكومي، ترجح أن يتأخر مسار التشكيل ربطا  بملف النزوح وبمسألة العلاقة مع سوريا. فبعض الأوساط تهمس أن الحكومة السورية تريد حصة في حكومة الرئيس المكلف، مع غمز الأوساط إلى أن بعض الأصوات المرتفعة الراغبة بالدخول إلى الوسط الحكومي هي محسوبة على النظام السوري (المعارضة السنية).

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك