كتب عمر ابراهيم في "سفير الشمال": من البديهي ان يتساءل البعض عن سبب بقاء مئات المطلوبين الخطيرين يصولون ويجولون في بعض المناطق اللبنانية ومنها محافظة البقاع على وجه الخصوص، وكذلك عن الأسباب التي تحول دون توقيف او ملاحقة من تم تحديد اماكن تواجدهم او المناطق التي يرتادونها.
هذا التساؤل كان يتم الغمز دائما فيه من قناة حزب الله وتحميله مسؤولية بقاء هؤلاء المطلوبين طلقاء، حتى ان البعض كان يشير بأصابع الاتهام الى الحزب بانه يوفر الحماية لهم لاعتبارات لها علاقة بالتركيبة العشائرية التي تتحكم بالبقاع ولحاجته اليهم في حربه في سوريا وفي المناطق الحدودية.
وربما جاءت العملية العسكرية النوعية التي نفذها الجيش في بلدة الحمودية، وأدت الى مقتل اخطر المطلوبين علي زيد اسماعيل ومعه سبعة اخرين، لتعزز من قناعة هؤلاء الذين شيعوا مقولة لولا رفع حزب الله الغطاء عن المطلوبين وتوفير المعلومات الاستخباراتية عنهم لما تمكن الجيش من قتلهم وقبلهم العشرات ممن القي القبض عليهم خلال الأشهر الماضية.
لكن أين دور حزب الله، وهل تعرض للإحراج مما يقوم به الجيش والقوى الامنية منذ فترة، ام انه شريك أساسي في العمل القائم على مكافحة ظاهرة انتشار المخدرات والفلتان الأمني؟.
وفق المصادر فان حزب الله ومنذ انخراطه في الحرب السورية، بدأت ساحته الداخلية تشهد خروقات من قبل تجار المخدرات والعصابات المنظمة التي استغلت انشغال الحزب وعدم وجود قرار سياسي بتنفيذ خطة أمنية في البقاع، فضلا عن فوضى الحدود بين لبنان وسوريا، واندماج بعض العصابات من البلدين مع بعضهما.
وتضيف المصادر: "بعد تراجع الاعباء العسكرية عن الحزب ان كان على الحدود مع سوريا او في الداخل السوري، شعر الحزب انه امام حرب جديدة لكنها من نوع اخر، وبدأ يواجه ضغوطات في شارعه واتهامات من خصومه، فكان لزاما عليه ان يعلن بدء المعركة على تجار المخدرات وعلى كل انواع العصابات الناشطة عبر الحدود، فاختار طريق الدولة التي اثبتت العمليات السابقة ضد تجار مخدرات نجاح التنسيق بين الحزب واجهزة الدولة.
وتضيف المصادر : "لا يخفى على احد ان تجارة المخدرات شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، رغم كل محاولات الحد منها وملاحقة كبار التجار والمروجين، لكن من دون ان يكون هناك اية بشائر بالقضاء على هذه الظاهرة السلبية التي باتت تتهدد المجتمع اللبناني برمته بعدما باتت المخدرات سلعة سهلة المنال ومتوفرة بين ايدي المواطنين.
لكن تجارة المخدرات لم تعد حكرا على منطقة دون سواها او طائفة او مذهب، وان كانت الفكرة السائدة ان معظم التجار هم في مناطق البقاع والضاحية، وهذا ربما ما ضاعف من الاعباء على حزب الله ومن الضغوط السياسية والاعلامية التي كانت دفعته الى تنظيم حملات سابقا ضد هؤلاء التجار، الامر الذي جعله في وضع لا يحسد عليه، بعدما دخل في مواجهة مع بعض أهل بيته ممن خرجوا عن إنتظامه العام، ومارسوا تجارة المخدرات، وفرضوا الخوات وأخلوا بأمن حصن الحزب المنيع في الضاحية".
وتتابع المصادر: "ان حزب الله ينسق مع الاجهزة الامنية على خط ملاحقة تجار المخدرات، وقد جاءت بعض العمليات التي نفذها فرع المعلومات مؤخرا ترجمة لهذا التنسيق، خصوصا وانها نفذت في اماكن البعض يعتبرها انها خاضعة لسيطرة الحزب، فضلا عن العملية الاخيرة التي نفذها الجيش والتي وفق بيان صدر عن قيادة الجيش ــــ مديرية التوجيه فإنها أسفرت عن توقيف 16 لبنانياً و25 سورياً ومقتل ثمانية أبرزهم المدعو علي زيد اسماعيل، المطلوب توقيفه بموجب 2941 ملاحقة قضائية من بلاغات بحث وتحرٍّ ومذكرات توقيف وخلاصات أحكام، ولارتكابه جرائم تجارة وترويج المخدرات، والإتجار بالأسلحة والذخائر الحربية، وسلب سيارات بقوة السلاح وتزوير مستندات، وإطلاق النار باتجاه مواطنين وإصابة بعضهم، بالإضافة إلى محاولة قتل عسكريين وإطلاق النار على دوريات عائدة إلى الأجهزة الأمنية وإصابة بعض عناصرها. وتمّ تسليم الموقوفين إلى المراجع المختصة وبوشرت التحقيقات معهم."
(سفير الشمال)