قد أكون آخر من يحق له أن يدافع عن الرئيس نجيب ميقاتي، وهو في الأساس ليس بحاجة إلى من يدافع عنه، لأن مواقفه واضحة لا تحتمل التأويل أو الإجتهاد. يقول ما هو مقتنع به بصراحة، وإن أزعجت مواقفه بعض الذين لا يريدون أن يروا الحقيقة الساطعة كالشمس التي لا يمكن أن تحجبها الغيوم الداكنة والملبدة.
فعندما تكون المصلحة الوطنية على المحكّ، وعندما تغلب المصلحة الشخصية على ما عداها من مصالح عامة، لا يعود يقيس ما يعلنه بمقياس مَن مِن السياسيين ينزعج ومَن مِن هؤلاء يصّفق، وإن كان ما يقوله عادة يُحدث صدمة، ذلك أن ما يؤمن به من ثوابت وطنية لا تحتمل أنصاف الحلول، على رغم ما يحاول تجنّبه من خلال إنتقائه تعابير غير جارحة في ما يتعلق بالأشخاص، فتبقى مواقفه محصورة بما يراه نافرًا في الحالات التي فيها تطاول على السيادة الوطنية والكرامات الشخصية والمقامات والمواقع الوطنية، التي لا يساوم فيها ولا يحابي الوجوه.
فالخط البياني لمواقفه الوطنية نابع من قناعات غير قابلة للتبدّل وفق ما تمليه الظروف وما تفرضه من تلاوين غير ثابتة، وهو الذي أرتضى أن يكون في الوسط، حيث يستطيع أن يرى الأبيض أبيضَ، والأسود أسودَ، من دون أن يقع في فخ المواقف الرمادية. فالأعور أعور في عينه، والغلط غلط أيًّا كان مصدره.
ولأنه متعالٍ ولا يدخل في لعبة السجالات ولا يردّ الإساءة بمثلها، ولأنه يقف وقفة مبادىء، ولا يحيد عمّا يعتبره صوابًا، ولأن لا غبار على مواقفه الوطنية والقومية، ولأنه يؤمن بصيغة لبنان الفريدة وتعايش أبنائه وتفاهمهم على إدارة شؤون البلد وإنقاذه من كل ما يحاك له من مؤامرات، ولأنه مؤمن بوحدة مؤسساته بما هو محدّد في وثيقة الطائف، وما فيها من توزيع للأدوار وتناغم في الصلاحيات، حاول بعض الذين لا تتناسب وضعيتهم الذاتية مع وضعية الآخرين، وفي غفلة من الزمن، فبركة ملف يجمع جميع الذين أطلعوا عليه أن لا غبار عليه، وأنه قانوني مئة في المئة، وذلك إعتقادًا منهم أنهم بذلك قادرون على تشويه صورة من يعطي من دون حساب بيده اليمنى من دون أن تعلم به يسراه، والشواهد على ذلك أكثر من كثيرة.
بعض الذين أطلعوا على هذه المحاولات الرخيصة ضحكوا في سرهم، وهم العالمون بما يقوم به الرجل ومؤسساته من خدمات إنسانية، وما يقدمه بالمجان تعويضًا عن تقصير الدولة في مجالات كثيرة.
وقد جاء البيان الذي أصدرته "مجموعة ميقاتي التجارية" المعروفة في لبنان والعالم تلتزم القوانين المرعية في أعمالها ما اكسبها صدقية يشهد لها جميع من تعاونت معهم منذ تأسيس المجموعة وحتى اليوم ليدحض الفبركات المغرضة، مع إصرارها على الإستمرار في عملها بكد ونشاط واستقامة ،غير آبهة لحملات معروفة الاسباب، ولن تغير في قناعاتها الوطنية والمهنية وصدقيتها شيئا.