على المقعد الخشبي في الصفّ الأول جلست "زينب" بسروالها الفضفاض الأسود تنتظر موعد جلستها. كانت ساعات الإنتظار الطويلة كفيلة بأن تعكس على وجهها علامات الملل، وحده حجابها البني كان سَلوتها، تردّه الى الوراء بين الحين والآخر وتتابع الإستماع الى "زملائها المدعى عليهم".
..ووصلت الجلسة 74، ها هو رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله ينادي عليها وعلى صديقها الفار "علي.ع" ويقرأ تهمتهما "أسند إليكما أنّه في الأراضي اللبنانية وبتاريخ 16-05-2017 أقدمتما على معاملة عنصر قوى الأمن بالشدّة وتهديده وتحقيره".
بلهجة عربيّة "مكسرة" تجيب "زينب.ل" (وهي عراقية الجنسية) على أسئلة العميد وهي التي عاشت معظم سنوات حياتها في إنكلترا. فتشير إلى أنّ "علي" كان "my ex-boyfriend" (صديقها السابق) وقد اتصل بها طالباً مبلغاً من المال كي يفك حجز سيّارته. الى مكان الحجز حضرت الفتاة ومعها المال فكان أن طلب منها الدركي ابراز جواز سفرها، فرفضت خوفاً من حجزه كون لديها امتحانات في المعهد البريطاني. تروي ابنة العشرين على مسامع هيئة المحكمة بكلمات نصفها عربي ونصفها إنكليزي: "بدأ الدركي يرفع صوته ويتكلم بأسلوب غير لائق، فثار غضبي ونعته بالجبان ودرت ظهري بعد أن قلت له مشكلتك مع "علي" وليست معي.. السيارة ليست لي وعليك أن تتكلّم بأسلوب أكثر تهذيباً. هنا غضب الشرطي وحاول ضربي من الخلف عندها عمدت الى ضربه بكوعي على رجله".
وأوضحت "زينب" أنها أوقفت ليلة في مخفر الطريق الجديدة وطلبت في ختام محاكمتها الشفقة والرحمة وعدم توقيفها من جديد كي تتمكن من السفر مجدداً الى إنكلترا.
ومساءً، أعلنت المحكمة براءة "زينب" من تهمة تحقير وتهديد عنصر الامن، فيما أنزلت عقوبة السجن 6 أشهر بصديقها "علي" وهو متوارٍ عن الأنظار.