كتب عمر إبراهيم في صحيفة "سفير الشمال" الإلكترونية: "يؤكد مرجع سياسي متابع لملف النازحين السوريين، ان اللجان التي تشكلت من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر تحظى بغطاء رسمي لبناني غير معلن من كل الاطراف بدون استثناء، وان كان الشائع انها تعمل بمفردها من دون موافقة الحكومة اللبنانية، التي فتح رئيسها سعد الحريري مؤخرا خطوط التواصل مع الجانب الروسي الساعي لعودة النازحين ضمن اتفاق مع الجانب الاميركي.
ويوضح المرجع "ان عودة النازحين السوريين الى ديارهم قد بدأت فعليا، وان هناك ما يقارب المئة الف نازح سوري سيعودون قريبا، بعد الانتهاء من الاجراءات المطلوبة، على ان تشهد المرحلة المقبلة عودة أعداد أخرى، ربما تشرف عليها الحكومة الجديدة التي من المفترض أن يتضمن بيانها الوزاري بند إعادة النازحين.
"من الواضح ان اعتراضات البعض على اللجان التي تشكلت من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر لم تكن سوى لتسجيل مواقف سياسية"، يقول المرجع، "فالرئيس سعد الحريري اثنى على الجهود الروسية وربما تعهد بالعمل من اجل اتمام عودة النازحين وفق اتفاق روسي اميركي لاعادة الراغبين منهم بداية، وإن كان الجو العام لدى النازحين مغاير كليا، حيث يعتبر القسم الاكبر منهم أن العودة لن تكون مستقبلا طوعية بل سيجبرون عليها "ونحن بدأنا نلمس ذلك".
الخوف من ممارسة مزيد من الضغوط على النازحين لاعادتهم والتي تتخذ أشكالا متعددة من خلال منعهم من العمل او من التجول ضمن اوقات معنية، عبر عنها البعض من الذين لا يخفون استياءهم من تردي أوضاعهم المعيشية والإنسانية وعدم ترجمة بعض القوى السياسية اللبنانية وجهات دولية عدة للوعود التي أُغدق منها الكثير بداية، ولم ينفذ منها إلا القليل على الارض التي تشهد على مآس إنسانية، فضلا عن إرتفاع الأصوات المطالبة بعودتهم، وغياب الغطاء السياسي، لا سيما من تيار المستقبل.
يبدو واضحا، لدى كثير من هذه العائلات السورية أن الحماسة التي إستقبلوا بها مع بداية الأزمة السورية، والتي وصلت في بعض الأحيان الى حرص جهات سياسية على توجيه الدعوة إلى اليهم للهروب إلى لبنان، لم تعد موجودة، بعدما أدت تلك العائلات (بحسب وجهة نظرها) دورا سياسيا ضاغطاً مع انطلاق الثورة، لم تعد موجودة اليوم في ظل الحديث عن تسويات دولية بشأن ما يحصل في سوريا، ما يؤدي إلى حالة غياب شبه تامة لبعض التيارات السياسية التي حتى غاب عن تصريحاتها العبارات المناهضة لنظام بشار الأسد، على قاعدة "كفى الله المؤمنين شر القتال".
لكن المرجع يرى أن هناك جهات إقليمية قد تسعى الى عرقلة العودة في حال لم ينسجم ذلك مع حساباتها، غامزا من قناة المملكة السعودية التي عادت مؤخرا لتقدم بعض المساعدات الى النازحين واعدة إياهم بتحسين ظروفهم، ما يؤشر الى ان السعودية ربما تكون غير راضية على ما يجري على الارض أو حتى ربما يكون هناك تباين مع الحريري في هذا الملف، وما تقدمه من دعم أو وعود بتقديمه للنازحين قد يدفع بعض النازحين الى عدم العودة في حال كانت كما يقال طوعية".
(عمر ابراهيم - سفير الشمال)