لا جديد تحت شمس تموز الحارقة. فالبلد والناس ما زالوا ينتظرون تأليف الحكومة الاولى للعهد والمهلة قاربت الثلاثة أشهر، لكنّ الرئيس المكلّف متريّث ولا شيء يجبره "واللي ببيت أهلو عمهلو"!!
اما عن زيارة الحريري الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، فقد أتت كتبريد مرحلي في ظل الأجواء السياسية الملتهبة، سواء درزياً على رغم السّعي لإصلاح ذات البين من قبل مشايخ الطائفة الأجلّاء والمضيّ على خط المعالجة، أو مسيحياً بين "الجمهورية القوية" و"لبنان القوي" وصولاً الى النواب السنة المستقلين الذين يطالبون بتثبيت حصتهم الوزارية.
المؤشرات لا تبشّر بولادة قريبة للحكومة، إذ أن ما ورد في تغريدة النائب جميل السيد بدا كافياً لتوضيح الصورة من حيث ضرورات التأليف وما يقابله من تغاضٍ عن الثقة الممنوحة من قبل 112 نائباً للرئيس المكلّف داعياً الى الاسراع في التشكيل من باب المسؤولية الاخلاقية على الأقل!
من جهة أخرى، يأتي تصريح رئيس الحكومة بعيد خروجه من اللقاء مع عون من باب تأكيد ما هو مؤكد، إذ أنه يهدف الى طمأنة اللبنانيين ودعوة الأفرقاء السياسيين الى التعاون للوصول الى صيغة وزارية ممكنة. وإذ تبيّن من خلفية تصريحه عدم تقديمه أي مسودة تشكيل جديدة لرئيس الجمهورية والاكتفاء بالمداولات، ما يعني أن لا حكومة على المدى المنظور وأن التريث في التشكيل ليس سوى تأرجحاً في مسار ملتبس ومرتبط بالاوضاع الاقليمية وتشابكاتها في ظل تصاعد اللهجة حول ملف العلاقات اللبنانية - السورية وضرورة إعادتها الى طبيعتها.
في سياق متصل، يبدو أن هذه المداولات لم تكن مثمرة سواء على صعيد عدد الوزراء أونوعية الحقائب ولا سيما في ما يخصّ "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، إذ أنه وفق تسريبات صحافية، فإن رئيس الجمهورية دفع باستكمال المداولات باتجاه رئيس تكتّل "العهد" الوزير جبران باسيل، الأمر الذي يوحي بإطالة عمر الأزمة، وبالتالي تأخير التشكيل، وأن كل ما صرّح به الرئيس الحريري عن "حلحلة العقد" ليس سوى مماطلة في الوقت الضائع.
عباراتٌ يكررها الرئيس المكلّف بعد كل لقاء مع القوى السياسية في ظلّ واقع داخلي مأزوم، وما بين سفر هذا وعودة ذاك يبقى تشكيل الحكومة في علم الغيب فلا هو باليد ولا على الشجرة، وبانتظار تلك "الحلحلة"... بيفرجا الله!!