أطلقت وزارة الشؤون الإجتماعية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان بالتعاون مع الهيئة الوطنية الدائمة لرعاية شؤون المسنين دراسة بعنوان "الإساءة لكبار السن في لبنان: دعوة لإيجاد برامج وسياسات للمعالجة"، في فندق لو بريستول. وهذه الدراسة هي النوعية الأولى في لبنان التي تتناول موضوع العنف وشتى أنواع الإساءة التي يتعرض لها كبار السن في مجتمعنا.
ان موضوع العنف ضد كبار السن هو موضوع دقيق ويتصل بطريقة مباشرة بالعادات والتقاليد والقيم الدينية التي تتميز بها الأسرة اللبنانية، ولا سيما لناحية إحترام كبير السن وتقديره كقيمة وإرث للأسرة وللوطن أيضا.
وهدفت الدراسة إلى تقييم أنواع وأشكال سوء معاملة كبار السن ومرتكبيها، بالإضافة إلى الإضاءة على أوضاع الفئات السكانية المستضعفة والأكثر عرضة لسوء المعاملة. وتناولت الدراسة الأسباب على مستويات ثلاثة وهي:الخصائص الفردية للمعتدي والمعتدى عليه، طبيعة العلاقة بينهما، والأطر والخصائص الإجتماعية ذات الصلة. كما شملت لمحة عن التطور التاريخي والقانوني لظاهرة سوء معاملة كبار السن في بعض الدول العربية، بالإضافة إلى دراسة واقع لعينة من المجتمع اللبناني في محافظتي بيروت وجبل لبنان، وصولا إلى مجالات التدخل المتاحة بناء على النتائج الميدانية والتوصيات ذات الأولوية.
ويأتي موضوع الدراسة ليظهر التحديات التي نواجهها في واقعنا المعيشي الحالي على إعتبار أن سوء معاملة كبار السن هي مسألة حقوق إنسان، فكبار السن يعانون أيضا أسوة بسائر الفئات المجتمعية وهم بحاجة لكل الدعم والمناصرة لتوفير الأمان والحماية لهم.
وتندرج هذه الدراسة ضمن خطط العمل الدولية للشيخوخة ومبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن حول الإستقلالية والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة، ومن شأنها أن تحدد المسارات الأساسية التي على الدول الإسترشاد بها لتعزيز دور كبار السن في مجتمعاتها وتوفير الرفاه والحياة الكريمة لهم.
كما وتساهم هذه الدراسة على فهم واقع كبار السن في لبنان، الأمر الذي يندرج ضمن جدول أعمال أهداف التنمية المستدامة 2030 الذي أيدت الدولة اللبنانية الإلتزام به والذي يتعهد ب"عدم إغفال أي أحد" بما في ذلك كبار السن.